الروم فرع من
الرومان الذين اقبلوا الى الشرق واستوطنوا البلاد المجاورة
لبوزنطية عاصمة ملكهم بعد ان جعلها قسطنطين اهلا ً بمقام
الملوك ودعاها باسمه قسطنطينية. واندمج هؤلاء القادمون
باهل تلك الانحاء فصار شعبا ً واحدا ً وأطلق عليه اسم
الروم اضحت لغتهم الرسمية بعد حين اللغة اللاتينية ثم غلبت
عليها اليونانية لغة تلك الجهات. وكذلك انقسم العالم
الروماني بعد قسطنطين وثاودوسيوس الى قسم غربي ما لبث ان
سقط تحت ضربات امم البرابرة وقسم شرقي حكم عليه ملوك الروم
نيفا ً والف سنة الى ان تمكن السلطان الغازي محمد الثاني
من فتح مدينة القسطنطينية سنة 1453.
وكانت سورية مع لبنان احد اقاليم مملكة الرومان وكان ملوك
الروم يولون عليها وعلى فينيقية حكاما ً باسمهم جعلوا
مركزهم في دمشق وبقيت في حوزتهم الى السنة 634 حيث فتحها
العرب في خلافة ابي بكر الصديق.
ديانة الروم البوزنطيين - كانت ديانة مملكة الروم
كما لا يخفى النصرانية ثم أصبحت فرقا ً تختلف في بعض
العقائد الا انها تتفق في اعظم المعتقدات كتوحيد الاله في
جوهره وحدوث العالم بقدرته وتثليث الاقانيم في وحدة
اللاهوت فتسجد للآب وتعتبره كرأس اللاهوت وكالوالد بطريقة
العقل للكلمة ابنه وضياء مجده وصورة جوهره وكانبثاق الروح
القدس وهو الحب الجوهري المتبادل بين الآب والابن وتؤمن
جميعها بتجسد الاله الكلمة في احشاء العذراء مريم وهو
السيد المسيح نزل من السماء ليفدي بحياته واستحقاقات موته
الجنس البشري المدنس بالخطية الاصلية. وكذلك تتفق الفرق
السابق ذكرها في ان السيد المسيح أنشأ كنيسة واحدة جامعة
مقدسة رسولية تحت حكم رأس منظور. كما انها تقول كلها
بقيامة الموتى في اليوم الاخير وبحياة ابدية صالحة او
طالحة على حسب اعمال الناس من حسنات او سيئات.
اما ما تختلف به هذه الفرق فكان اولا ً بانكار آريوس لاهوت
السيد المسيح اذ جعله مخلوقا ً لا مولودا ً من الآب ومن ثم
ليس بمساو لجوهره. وثانيا ً بزعم نسطور ان ابن الله
المتجسد يتركب من اقنومين قائمين بذاتهما فولدت مريم
العذراء السيد المسيح الذي اتحد بشخصه الكريم اقنوم الكلمة
فهذا ابن الله وذاك ابن مريم. وثالثا ً بالمذهب الاوطاخي
واليعقوبي القائل بان المسيح اقنوم واحد وطبيعة واحدة لا
كما تعلم الكنيسة طبيعتان الهية وبشرية. وان تلك الطبيعة
الواحدة هي الطبيعة الالهية التي اختلطت فيها الطبيعة
الانسانية. ورابعا ً بقول المنوثليين اي ذوي المشيئة
الواحدة الذين جعلوا بالصواب طبيعتين للمسيح لكنهم لم
يعترفوا لهما الا بمشيئة واحدة وفعل واحد هما المشيئة
الالهية والفعل الالهي. بخلاف ما تعتقد الكنيسة
الكاثوليكية التي اثبتت الطبيعتين والمشيئتين للمسيح في
المجمع السادس القسطنطيني سنة 681.
وكان الملكيون يعلمون مع الكنيسة الكاثوليكية والمجامع
الستة المسكونية ان ابن الله اله واحد كالآب الذي ولد منه
يساويه في جوهره وسائر كمالاته وان هذا الابن هو الذي صار
انسانا ً في احشاء السيدة البتول واتخذ الطبيعة البشرية
كاملة ً دون ان يلحق بطبيعته الالهية ادنى نقص او تغيير مع
قيام كلتا الطبيعتين في اقنومه الالهي الوحيد وحصول
الطبيعتين على مشيئتهما وافعالهما الخاصة بهما.
الا ان الروم فيما بعد انكروا انبثاق الروح القدس من الابن
ورفضوا قضايا اخرى اخصها الخضوع للحبر الاعظم.
ثم ان الطوائف الشرقية بعد انفصالها عاد جزء منها في
الاجيال الاخيرة الى حجر الكنيسة الكاثوليكية وخضعت للحبر
الروماني فصار منها شطر كاثوليكي وشطر غير كاثوليكي كما
ترى بين الروم الملكيين والسريان والكلدان والارمن والقبط
والحبش فان في كل هذه الطوائف قسما ً كاثوليكيا ً بازاء
قسم آخر منفصل الا الموارنة فانهم جميعا ً كاثوليك. ولهذه
الطوائف الكاثوليكية الشرقية طقوسها وقوانينها ولغاتها
التي ورثوها عن اجدادهم ويحرص البابوات على حفظها.
وها نحن نذكر حالة المسيحيين في وقتنا الحاضر تتمة للافادة:
ان المسيحيين في لبنان قبل الحرب كانوا نحو 300000 يقسمون
الى كاثوليك وغير كاثوليك فالكاثوليك خمس طوائف: موارنة
وروم كاثوليك وارمن وسريان ولاتين. واما غير الكاثوليك
فروم وسريان يعاقبة وارمن غريغوريون وبروتستانت.
المسيحيون الكاثوليك
1) الموارنة - اقدم الطوائف الكاثوليكية في لبنان
واوفرها عددا ً ينتسبون الى اول بطاركتهم مار يوحنا مارون
الذي عاش في اواخر القرن السابع واوائل الثامن. ويقال ان
نسبتهم الى دير مار مارون المبني على اسم القديس مارون
الناسك قرب نهر العاصي في جهات افامية (قلعة المضيق). لهم
بطريرك يدعى البطريرك الانطاكي وسائر المشرق تحت طاعته
اثنا عشر رئيس اساقفة او اسقفا ً. يقيم بطاركة الموارنة
حالا ً في دير بكركي في كسروان شتاء وفي جديدة قنوبين (ديمان)
صيفا ً. وقد اقاموا سابقا ً في عدة اديرة من لبنان ولا
سيما في دير سيدة يانوح وفي ميفوق وقنوبين. وعدد الموارنة
نحو 350000 الثلثان منهم في لبنان والثلث الآخر في بعض
الولايات كحلب ودمشق وفي مصر وديار المهاجرة. وللموارنة
ثلاث رهبانيات قانونية تنتمي كلها الى مار انطونيوس الكبير
وقوانينها مثبتة من رومية. الاولى الرهبانية اللبنانية او
البلدية انشأها سنة 1695 في لبنان ثلثة من الحلبيين وهم
جبرائيل حواء وعبد الاحد قرأ الي ويوسف بن البتن. والثانية
الرهبانية اللبنانية الحلبية انفصلت باذن الكرسي الرسولي
عن الرهبانية البلدية سنة 1770. والثالثة الرهبانية
الانطونيانية يدعى رهبانها بالانطونيانيين او برهبان مار
اشعيا انشأها الاسقف جبرائيل البلوزاني سنة 1700 قبل ان
يخلف في الكرسي البطريركي اسطفان الدويهي الشهير سنة 1705
ثم توفي سنة 1706. ولهذه الرهبانيات الثلث نحو 80 ديرا ً
ما عدا الاناطش يبلغ عدد المترهبين فيها نحو 1400. غايتها
خدمة الله بالزهد والصلاة والشغل اليدوي مع خدمة القريب
بالروحيات. وبين اديرتها نحو عشرة اديرة للراهبات الوطنيات
تحت طاعة رؤساء الرهبانيات الثلث او كهنة علمانيين. وقد
اقام غبطة البطريرك الحالي مار الياس الحويك جمعية راهبات
لتهذيب البنات مركزها في عبرين. لها سبعة اديرة في عبرين
والبترون وجبيل وعمشيت واهمج وقرطبة وحدث الجبة عددهن نحو
50. وفي الطائفة المارونية جمعية مرسلين لبنانيين ينتسبون
الى دير الكريم حيث أنشأها سنة 1872 المطران يوحنا حبيب
قبل اسقفيته. يبلغ عددهم العشرين.
2) الروم الملكيون الكاثوليك - ابتدأت سلسلة بطاركتهم
المنتظمة بعد انفصالهم عن الملكيين الاورثذكس بالسيد كيرلس
طاناس سنة 1724 ويلقب بطاركتهم ببطاركة انطاكية واورشليم
والاسكندرية وسائر المشرق. كرسيهم في مدينة دمشق وقد سكنوا
مدة ً في لبنان في دير المخلص قريبا ً من صيداء وينتقلون
في بعض السنين الى القطر المصري فيقيمون في الاسكندرية.
تحت حكمهم 14 مطروبوليتا ً او اسقفا ً. يبلغ اليوم عدد
الروم الكاثوليك نحو 120000 منهم في لبنان وسواحل الشام
نحو 50000 والباقون في دمشق وحلب وفي القطر المصري. لغتهم
الطقسية اليونانية او العربية. وللروم الكاثوليك ثلث
رهبانيات ايضا ً منتمية جميعها الى القديس باسيليوس:
الاولى الرهبانية القانونية الحناوية نسبة الى القديس
يوحنا الصابغ وتدعى بالشويرية لوقوع ديرها الاول قرب
الشوير في لبنان. وكان اول منشئيها راهبين حلبيين خرجا من
دير البلمند سنة 1697 وهما الكاهنان جراسيموس وسليمان
اختارا الشوير مقاما ً لكن سليمان عاد الى البلمند فقام
مكانه الخوري نيكيفورس كرمة وهو اول رئيس عام على
الرهبانية الحناوية التي اشتهر فيها بعد ذاك الخوري
نيقولاوس الصائغ والشماس عبد الله زاخر. والثانية
الرهبانية القانونية الحلبية وهي قسم من الرهبانية
الحناوية جرى انقسامهما شرعيا ً سنة 1829 فخصت الرهبانية
الحناوية باهل الشام فدعيت بالبلدية والرهبانية الحلبية
باهل حلب. والثالثة الرهبانية القانونية المخلصية انشأها
سنة 1711 المطران افتيميوس صيفي. وفي مجلة المشرق (9: 851
و 10: 170 و 14: 641) مقالات واسعة في هذه الرهبانيات
وتاريخها. وقد أنشئت كلها في لبنان وقوانينها معربة عن
قوانين مار باسيليوس ومثبتة من الكرسي الرسولي. واوفرها
عددا ً الرهبانية المخلصبة لها ثمانية اديار ستة منها
للرهبان البالغ عددهم نحو 250 وديران للراهبات وراهباتهما
نحو 30. ثم الرهبانية الشويرية عدد رهبانها نحو 120 لهم
اربعة اديار وراهباتها نحو 60 لهن ديران. ثم الرهبانية
الحلبية لرهبانها ثلثة اديار فيها نحو 70 راهبا ً
ولراهباتها ديران فيهما نحو 30 راهبة. وغاية هذه
الرهبانيات الفرائض الدينية وخدمة النفوس في الرعايا. وقد
انشأ الطيب الذكر السيد جرمانوس معقد سنة 1903 جمعية
المرسلين البولسيين التي مركزها في حريصا (اطلب ترجمة
منشئها في المشرق 15: 456)
3) الارمن الكاثوليك - سلسلة بطاركتهم القانونية
المستحدثة ابتدأت بالسيد ابراهيم ارزيقيان سنة 1735 وقد
اقام بضع سنين في ديرالكريم الذي اوقفه احد شيوخ العائلة
الخازنية على الارمن سنة 1716 ثم انتقل خلفاؤه بعد موته
(سنة 1749) الى دير بزمار فاقاموا فيه الى ايام السيد
البطريرك حسون الذي جعل مقامه في الاستانة العلية سنة 1866
فتبعه خلفاؤه في سكناه. وبطاركة الارمن يلقبون ببطاركة
قيليقية ويضيفون الى اسمهم اسم بطرس. تحت طاعتهم 20 رئيس
اساقفة او اسقفا ً. وعدد الارمن الكاثوليك يبلغ نحو 12000
منهم في لبنان وبيروت بضع مئات فقط. ولغتهم الطقسية
الارمنية القديمة. وفي طائفتهم رهبانيتان. الاولى
الرهبانية الانطونية انشأها البطريرك ابراهيم قبل انتخابه
بطريركا ً سنة 1728 وهو مطران حلب ومقيم في الكريم مختفيا
ً من اعدائه الغريغوريين. وفي السنة 1820 انتقل هؤلاء
الرهبان الى دير مار انطونيوس خشبو قريبا ً من غزير فقطنوه
الى السنة 1885. والرهبانية الثانية الجمعية المكيتارية
المنسوبة الى منشئها مكيتار في السنة 1676 وهي تنقسم الى
فرعين ينتمي بعضهم الى البندقية والبعض الآخر الى قينا
وغايتهما كلتيهما التعليم والكتابة ونشر التآليف الارمنية
القديمة. اطلب مقالة المشرق في طائفة الارمن الكاثوليك (3:
49 و 150) وفي الجمعية المكيتارية (5 : 33). وقد انشأ
البطريرك اسطفان عزاريان جمعية لراهبات ارمنيات يدعين
براهبات الحبل بلا دنس لتعليم بنات طائفته نحو السنة 1885.
4) السريان الكاثوليك - كان اول انضمامهم الى الكنيسة
الكاثوليكية بعد جحودهم اليعقوبية في اواسط القرن السابع
عشر بهمة السيد اندراوس اخيجيان سنة 1662. ثم عاد البطريرك
ميخائيل جروه بعد حقبة من الدهر فاستأنف سلسلة متواصلة من
بطاركة خاضعين للحبر الروماني كان هو اول حلقاتها سنة 1782
وقد قصد لبنان فارا ً من اضطهاد اليعاقبة (اطلب ترجمته في
المشرق 3: 913) فسكن دير الشرفة هو وخلفاؤه الى السنة 1852
حيث نقل الكرسي الى ماردين. وبطاركة السريان يلقبون
ببطاركة انطاكية تحت طاعتهم نحو عشرة رؤساء اساقفة او
اساقفة لغتهم الطقسية السريانية وعدد السريان الكاثوليك
نحو 40000 منهم في لبنان وبيروت نحو 600 نفس. وللطائفة
السريانية رهبنة على اسم مار افرام أنشئت في رومية 1708
ولبنان (1709) بهمة السيد اثناسيوس سفر مطران ماردين ثم
تجددت في ماردين سنة 1884 بمساعدة المنسنيور افرام احمر
دقنه.
5) طائفة اللاتين - تتألف هذه الطائفة من متوظفين
يقصدون بلاد الشام لمصالح دولهم السياسية او من مرسلين
يقدمون اليها لخدمة الدين او من متاجرين يقيمون فيها
للمعاملات التجارية. ومنهم من اصله قديم في الشرق ينتسبون
الى أسر اتت سابقا ً من مالطة او من البندقية للمتاجرة
فاستوطنت سورية في القرون المتأخرة وبعض اللاتين وطنيون
وقد ارتدوا الى الطائفة اللاتينية من طائفة غير كاثوليكية.
او دخلوا فيها باذن الكرسي الرسولي. قد بلغ احصاء اللاتين
في سورية وفلسطين مع قبرس 60000 منهم في لبنان زهاء الف
نفس. وللاتين في فلسطين بطريرك اورشليمي يسكن القدس الشريف
منذ السنة 1847. اما سورية ففيها قصاد رسوليون يتولون
تدبير طائفتهم الروحي ويقيمون في بيروت. ابتدأت سلسلتهم
المنظمة الثابتة سنة 1762 وتاريخ هذه القصادة مع صور
اربابها قد نشر في مجلة المشرق (12: 3- 24). واللغة
الطقسية لهذه الطائفة هي اللاتينية.
وبهذه القصادة تناط الرسالات الكاثوليكية اللاتينية التي
تديرها جمعيات رهبانية مرسلة من الحبر الاعظم لمساعدة
الاكليروس الشرقي الكاثوليكي وخدمة الطوائف الكاثوليكية
ومعظمها رهبانيات من كافة الامم رؤساؤها في رومية لا علاقة
لها سياسية مع الدول الاجنبية. ودونك اسماءها واسماء
منشئيها مباشرة ً بجماعات الرهبان ثم نتبعها بجماعات
الراهبات جارين في تعدادها على سياق التاريخ ومقتصرين على
ذكر من يسكنون لبنان وسواحله.
الرهبان اللاتينيون
1 الرهبان الفرنسيسيون - انشأهم سنة 1210 القديس
فرنسيس الاسيزي المتوفى سنة 1226 كان اول حلولهم في القطر
الشامي نحو السنة 1220 فسكنوا اولا ً انطاكية وجبل اللكام.
وقد ذكر صالح بن يحيى في تاريخ بيروت (ص149) كنيستهم في
هذه المدينة في القرن الرابع عشر. وليس للفرنسيسيين حالا ً
في لبنان سوى دير حريصا سكنوه اولا ً سنة 1628 في زمن
الامير فخر الدين مدة ً ثم عادوا اليه سنة 1680 فلم يبرحوه
الى يومنا. وانما لهم اديرة او منازل في كل مدن الساحل
اللبناني في اللاذقية وطرابلس وبيروت وصيداء وصور وعكاء
يتولون في اكثرها خدمة رعايا اللاتين. هذا فضلا ً عن
اديرتهم العامرة في حلب ودمشق وانحاء فلسطين والولايات
الداخلية. رئيسهم الاكبر يقيم في رومية اليه مرجع
الرهبانية الفرنسيسية باربعة فروعها وعدد التابعين لهذه
الطريقة نحو 17500 منهم في سورية وفلسطين زهاء 450 راهبا
ً. وغاية هذه الرهبانية الزهد بالدنيا والانقطاع الى
الصلاة ونشر الدين وحفظ الاماكن المقدسة.
2 اليسوعيون - نسبتهم الى اسم يسوع الكريم ويقال لهم
جزويت نسبة ً الى الاسم عينه في اللاتينية والافرنسية
ويقال ايضا ً فرقة يسوع انشأ هذه الرهبانية سنة 1534 احد
اعيان اسبانية القديس اغناطيوس دي لويولا المتوفى سنة 1556
وهي تتألف اليوم من نيف و 17000 راهب من سائر الدول يتولون
كل الاعمال الدينية مع تدريس العلوم العليا وادارة المنشآت
العلمية والفنية والتحرير والتأليف. لهم رسالات في اكثر
البلاد الاجنبية أرسلوا اولا ً الى لبنان بصفة قصاد
رسوليين سنة 1578و 1581و 1595 وفي السنة 1625 عهد اليهم
البابا اوربانوس الثامن رسالة سورية فورد الى حلب اثنان
منهم بموجب فرمان شاهاني نالاه من الباب العالي. ثم نما
عدد المرسلين ففتحوا ديرا ً في دمشق سنة 1643 ثم في صيداء
(1644) ثم في طرابلس (1650) واخيرا ً في لبنان في عنطورا
(1652). ولما ألغيت جمعيتهم سنة 1774 احتل أديرتهم بأمر
الحبر الاعظم الآباء اللعازريون. ثم عاد اليسوعيون ثانية ً
الى سورية سنة 1831 بامر البابا غريغوريوس السادس عشر
فسكنوا اولا ً في لبنان في عين تراز ثم فتحوا لهم اديرة ً
في بكفيا سنة 1833 ثم في معلقة زحلة سنة 1834 بفضل
الاميرين بشير الكبير الشهابي وحيدر اللمعي. ثم فتحوا دير
بيروت سنة 1841 ثم دير ومدرسة غزير (1843) ثم دير زحلة
(1846) ثم صيداء (1856) ثم دير القمر (1859) ثم ميتم
تعنايل الزراعي وكسارا (1861) ثم دمشق (1872) ثم حلب
(1873) ثم حوران (1881) ثم حمص (1882) ثم دير السيدة في
عكار (1906) وآخرا ً في جزين (1910) وقد أقفل منها دير
صيداء ودير القمر. وفي السنة 1874 نقلت مدرسة غزير الى
كلية القديس يوسف في بيروت في حي الدحداح وألحقت بها
المطبعة الكاثوليكية. ثم انشئت السنة 1883 المدرسة الطبية
قريبا ً منها ثم انتقلت الى ابنية جديدة على طريق الشام
(1912) وعدد رهبان الرسالة نحو 160.
3 الكرمليون - هذه الرهبانية تنتسب الى جبل الكرمل
بقرب حيفا حيث اقام ايليا النبي مع جمهور الانبياء فيرتئي
الكرمليون ان به تتصل طريقتهم فيكرمونه كمنشئهم. اما منشىء
الرهبانية الكرملية على صورتها الحالية فهو الطوباوي
بروكرد السنة 1209 فسكنوا دهرا ً جبل الكرمل عائشين فيه
كنساك ثم غادروه زمنا ً وانتشروا في انحاء اوربة حتى قام
سنة 1570 القديس يوحنا الصليبي المتوفى سنة 1594 والقديسة
ترازيا المتوفاة سنة 1582 فعنيا باصلاحهم. وكانت عودتهم
الى بلاد الشام سنة 1627 ففتحوا لهم ديرا ً في حلب. وفي
السنة 1634 دخلوا لبنان فاهداهم الموارنة منسك مار اليشاع
قريبا ً من بشراي حولوه الى دير وسكنه اولا ً الاب
سلستينوس المنسوب الى القديسة لودقينا. ثم استأنفوا السكنى
في جبل الكرمل سنة 1720 ثم فتحوا لهم اديرة في طرابلس ثم
في حيفا حيث يتولون خدمة طائفة اللاتين ثم في القبيات في
جبل عكار. وعدد الكرمليين في هذه الاديرة نحو 50 راهبا ً
الا ان ديرهم في حلب قد أقفل منذ عهد مديد وانما لهم دير
في الاسكندرونة ومنزل في بيلان. ويتبع قانون الكرمليين
الحفاة راهبات انشأت جماعتهن القديسة ترازيا لهن اديرة في
فلسطين دون سورية. وهن منقطعات للعبادة فقط.
4 الكبوشيون - احد فروع الشجرة الفرنسيسية استقلت
رهبنتهم منفصلة ً عنها سنة 1525 وكان المتولي انقسامها
الاب متى بسكي المتوفى سنة 1552 كان دخول الكبوشيين في
سورية سنة 1625 فسكنوا اولا ً صيداء وفي السنة 1626 فتحوا
لهم ديرا ً في حلب ثم في طرابلس (1629) ثم في بيروت (1631)
ثم في دمشق (1637) وكان دخولهم في لبنان سنة 1640 فدعاهم
الامير فخر الدين المعني الى صليما. ثم فتحوا دير اعبيه
سنة 1646 ثم دير غزير (1694) ومنذ مدة قريبة دير بعبدات
نحو السنة 1890. وهم يهتمون باعمال الرسالة وخدمة الرعايا
مع المدارس الراعوية وقد اقفلوا من اديرتهم في القرن
الماضي اديار صيداء وحلب ودمشق وطرابلس وصليما. رئيسهم
العام مقيم في رومية. وعددهم نحو 11000 منهم في لبنان
وسورية نحو 30.
5 اللعازريون - جماعة رهبانية انشاها سنة 1624 القديس
منصور دي يول المتوفى سنة 1660 ودعاها بجمعية الرسالة واسم
اللعازريين نسبة الى حي ً سكنوه اولا ً في باريس وغايتهم
اعمال الرسالة خصوصا ً في القرى ثم تهذيب الاكليروس
والمسيحيين في كل طبقاتهم لا سيما الفقراء والمسجونين كان
قدومهم الى سورية السنة 1776 ليحتلوا اديرة الرهبانية
اليسوعية الملغاة فخلفوا اليسوعيين في حلب ودمشق وطرابلس
وعنطورا وبقيت هذه الاديرة في ايديهم بعد رجوع اليسوعيين
وقد اتموا فيها كل اعمالهم الرسولية وفقا ً لغاية منشئهم
وقد اضافوا اليها دير بيروت نحو السنة 1850 ثم اكبس سنة
1870 وبعض المراكز الموقتة كريفون 1836 واهدن والهامة.
ومدرستهم في عينطورا مشهورة. واللعازريون اليوم نحو 3000
راهب يقيم رئيسهم الاكبر في باريس.
6 اخوة المدارس المسيحية - يعرفون باسم "فرار". منشىء
جمعيتهم القديس يوحنا دي لا سال الفرنساوي المتوفى سنة
1719. وكان انشاؤها في ريمس من اعمال فرنسة سنة 1680. مقام
رئيسهم العام في باريس وغاية هذه الاخوية الاولى تهذيب
الناشئة لا سيما الاحداث الفقراء. عددهم اليوم نحو 14000
في اربعة اقطار العالم منهم في سورية ولبنان نحو 200. كان
قدومهم الى الشرق منذ 50 سنة ففتحوا اولا ً مدارس في مصر
ثم بعد سنين دخلوا فلسطين فأنشأوا لهم اديرة في القدس
الشريف وفي بيت لحم والناصرة ويافا وحيفا. ثم اتوا اخيرا ً
الى سورية ولبنان في السنة 1889 فسكنوا بيروت ثم طرابلس
واللاذقية والاسكندرونة وبيت شباب. (اطلب في المشرق 4:
465- 471 ترجمة منشئهم).
7 اخوة مريم او الماريست - أنشأ جمعيتهم سنة 1816
الخوري مرسلين شمبانيا المتوفى سنة 1840 يقيم رئيسها العام
قريبا ً من مدينة ليون في فرنسا. غايتها التعليم الابتدائي
والثانوي. عدد رهبانها نحو 5500 منهم في هذه البلاد نحو 70
قدموا الى سورية ولبنان نحو السنة 1895 فاقاموا اولا ً في
بيروت ثم اتسعوا ففتحوا لهم اديرة ً ومدارس في جونية
وصيداء وعمشيت. الراهبات
1 راهبات الزيارة - هن اقدم الراهبات التابعات لرسوم
الرهبانيات الغربية. لهن دير في عينطورا انشأه الاب غينار
اليسوعي سنة 1744 وجعل راهباته تحت قانون القديس فرنسيس
سالازيوس المتوفى سنة 1622 ومنشىء رهبانية الزيارة مع
القديسة جان فرنسواز دي شنتال المتوفاة سنة 1641. على ان
هؤلاء الراهبات المتحصنات باقيات على طقسهن الماروني تحت
حكم بطريرك الطائفة المارونية. وليس لهن دير غير هذا
يتولين فيه تهذيب البنات. كانت اول رئيساته الاخت روزا
روزاليا الخازن. ومدرستهن اول مدرسة أنشئت في لبنان لتربية
الاوانس وعدد الراهبات حالا ً نحو 30 راهبة (اطلب تاريخهن
في المشرق 4: 4 70- 710).
2 راهبات المحبة - انشأ اخويتهن القديس منصور دي يول
سنة 1632 مع احدى السيدات الفرنساويات المدعوة لويز دي
ماريلياك ارملة السيد لوغرا المتوفاة السنة 1660 كالقديس
منصور. غاية راهبات المحبة خدمة المرضى وتثقيف البنات
وتربية الأطفال واليتامى ومساعدة الفقراء روحيا ً وجسديا
ً. كان اول دخولهن في سورية سنة 1847 اذ قدمت بيروت الاخت
جيلاز فأنشأت فيها عدة مشروعات خيرية ثم فتحت لاخواتها
اديرة في دمشق سنة 1854 ثم في طرابلس (1863) ثم في زوق
ميكائيل في لبنان (1870) ثم في برمانا سنة 1884 وفتحت
بعدها الاديار الآتية في تنورين (1898) ثم في بحنس (1902)
ثم في عجلتون (1903) ثم اخيرا ً في برج البراجنة في ضواحي
بيروت. هذا فضلا ً عن اديرتهن في الجليل وفلسطين ولهن
حيثما حللن المياتم والمآوي والمستشفيات ودور اللقطاء ودور
الصحة والمستوصفات ودور الصناعة والمكاتب العلمية ما يشهد
لهن بالايادي الجمة في كل اعمال الخير. عددهن ينيف على
20000 منهن في لبنان وسورية نحو 400 راهبة.
3 راهبات مار يوسف - كان انشاؤهن يوم عيد الميلاد سنة
1832 في مدينة غلياك من اعمال فرنسة واسم المنشئة البارونة
اميلي دي قيالارفدعت جمعيتها باسم مار يوسف ذي الرؤية
لاكرام هذا القديس في سر الفداء اذ كشفه له الملاك بعد
خطبته لمريم العذراء. غايتهن انجاز اعمال الرحمة وتربية
الاناث في اوطانهن والبلاد الاجنبية. كان اول قدومهن الى
بيروت سنة 1847 لكنهن بعد سنتين قضينهما فيها وفي لبنان
دعين الى القدس الشريف سنة 1848 ثم فتحن اديرة ً شتى في
فلسطين كبيت لحم والناصرة ويافا ونابلس مع مستشفيات ومياتم
ومستوصفات ومدارس ثم رجعن الى سورية ففتحن اولا ً دير
صيداء (1853) ثم دير حلب (1856) ثم دير القمر (1866) ثم
بيروت ثانية (1872) ثم صور (1882) ثم الاسكندرونة (1886)
ثم عمشيت (1893) ثم اعبيه (1900). ومركز رئيستهن العامة
حالا ً في مرسيلية منذ السنة 1852. عددهن نحو 5000 منهن في
سورية وفلسطين نحو 140.
4 راهبات قلبي يسوع ومريم - هن جمعية وطنية أنشئت
لتهذيب البنات في لبنان ونواحي بلاد الشام ولا سيما في
القرى. وتتألف اخويتهن من فرعين أنشىء الاول في معلقة زحله
والثاني في بكفيا في سنة واحدة اي 1853. اما منشئوهما
فالمرسلان بولس ريكادنا وسليمان استاق مع الخوري يوسف
الجميل والاختين روزا حبيقة ومريم حنه حاج نصار. فدعي
الفرع الاول براهبات قلب يسوع والثاني بالراهبات المريمات
ثم انضما في رهبانية واحدة سنة 1873 تحت اسم راهبات قلبي
يسوع ومريم. ويبلغ عددهن اليوم نحو 200 لهن زهاء 30 ديرا ً
تلحق بها مدارس للاناث. وقد عهدت اليهن الحكومة السنية في
ايام الحرب الاعتناء بالمآوي التي انشأتها في بيروت
ولبنان. وغايتهن مساعدة الكهنة في تعليم البنات اصول الدين
ونظارة الاعمال التقوية المنشأة للنساء كالاخويات
والجمعيات الروحية وبيوت الشغل والمستوصفات.
5 راهبات الناصرة - ويقال سيدات الناصرة انشأت جمعيتهن
سنة 1822 في بلدة مونميرايل الدوقة دي لارشفوكو دودوقيل
المتوفاة سنة 1849 مع الآنسة رولاة المتوفاة سنة 1842
والاب بطرس روجه المتوفى سنة 1839. غايتهن اكرام العائلة
المقدسة وتربية الاوانس. مقام رئيستهن العامة في مدينة
ليون من اعمال فرنسة. عددهن نحو 400 منهن في القطر الشامي
نحو 130 دعاهن اولا ً الى فلسطين الطيب الذكر البطريرك
فالركا فأنشأن اديرة ً ومدارس للفقراء مع مستوصفات للمرضى
في الناصرة سنة 1855 ثم في حيفا (1858) ثم في عكا (1861)
ثم في شفا عمر ( 1864). وأتين آخرا ً الى بيروت سنة 1868
فشيدن ديرهن العامر سنة 1873 ولهن منزل في عين مشرع
(لبنان).
6 راهبات الراعي الصالح - أنشئت جمعيتهن في مدينة أنجه
من اعمال فرنسة سنة 1836 انشأته السيدة ماري بليتيه
المتوفاة سنة 1868 غايتهن العناية بتربية البنات واصلاح من
أساء السلوك منهن فتاب. دخلن اولا ً القطر المصري منذ نحو
اربعين سنة ولهن دير في حمانا (لبنان) انشأنه نحو السنة
1895.
7 راهبات العائلة المقدسة - انشأ هذه الجمعية سنة 1820
كاهن فرنساوي اسمه يرو نوايل توفي سنة 1861 ويتفرعن الى
عدة فروع منها للعبادة بحتا ً ومنها للتعليم وبعضهن لحراسة
المرضى في البيوت وغيرهن لتعليم الاشغال اليدوية. اتين الى
بيروت بدعوة الطيب الذكر المطران يوسف الدبس سنة 1894. ثم
بعد خمس سنوات استقللن بالعمل ففتحن لهن اديرة في بيروت ثم
في جونيه ثم في بكفيا لتربية البنات ثم في بعبدا.
8 راهبات محبة بيزانسون - كذا دعين باسم المدينة التي
أنشئن فيها في فرنسة. انشأتهن سنة 1799 السيدة جان انتيد
طوره المتوفاة سنة 1826. غايتهن تعليم البنات وتهذيبهن
لضبط البيت وتدبير المنزل ثم ادارة الاجزائيات
والمستوصفات. يبلغ عددهن نحو 5500 منهن 4000 في ايطالية
وعدد اديرتهن نحو 250. اتين سورية سنة 1903 ففتحن ديرا ً
أولا ً في بسكنتا ثم في بعبدات (1905) ثم في بيروت (1908)
وآخرا ً في القرية 1912.
9 راهبات السجود - هذا اسمهن الشائع في بيروت اما
اسمهن الاصلي فجماعة مريم المكفرة عن الآثام انشأتهن سنة
1865 السيدة البارونة دي هوغقرست البلجيكية وكان انشاؤهن
في معاملة ألزاس. غايتهن اكرام القربان الاقدس بالسجود
المتواصل له والتكفير عن الاهانات اللاحقة به. وهن يعنين
مع ذلك بمشروعات دينية كتعليم البنات اصول الدين واعدادهن
لقبول الاسرار الروحية وكتهذيب الاماء وترويض النساء
بالرياضات التقوية. وكان قدومهن الى الشرق سنة 1885 حيث
فتحن ديرا ً في القدس الشريف. ثم قصدن سورية فاتخذن لهن
ديرا ً في بيروت سنة 1898.
10 الراهبات الكرمليات - هن غير راهبات الكرمل
المتحصنات في اديرة فلسطين. أنشأ الآباء الكرمليون جمعيتهن
ليتفرغن للتعليم وتهذيب البنات تحت قانون الرهبانية
الكرملية انقسمن منذ نحو 50 سنة الى فرعين فرنساوي وايطالي
وهن وافرات العدد في ايطاليا. وقد استدعاهن الآباء
الكرملتان ليؤازرنهم في ضبط مدارس الاناث في اديرتهم
الثلثة في حيفا ثم في الاسكندرونة ثم في القبيات من جهات
عكار في بشري وقد اتين الى سورية نحو السنة 1900.
11 راهبات القديس شرل - هن الراهبات الالمانيات
المنتميات الى جمعية القديس شرل بوروماوس نسبة ً الى
المنزل الاول الذي اوين اليه. وكان انشاؤهن في مدينة نانسي
في فرنسة سنة 1652 اجتمعن للقيامة بلوازم المرضى
والمسقومين في مستشفى القديس شرل ثم دعت الاحوال الى ان
تفرعن اربعة فروع اقدمهن فرع نانسي. ثم فرع تراق في
المانية سنة 1811. ثم فرع يراغ في المجر سنة 1837 واخيرا ً
فرع تربنيتز في اقليم سيلازيا في المانية ايضا ً سنة 1848.
وراهبات مستشفى بيروت ينتمين الى هذا الفرع الاخير. وعدد
راهبات الفروع الاربعة بين 6000 الى 7000 غايتهن الاعتناء
بالمرضى وتهذيب البنات وخدمة الغرباء وفتح المآوي والمطابخ
للفقراء. يبلغ عدد اديرتهن نحو المائتين كان قدوم راهبات
القديس شرل من فرع تربنتز الى الشرق سنة 1883 ففتحن ديرا ً
في الاسكندرية ثم في القدس الشريف (1886) ثم في حيفا
(1888) ثم في الكرمل (1902) ثم في القاهرة (1904) ثم في
عمواس (قبيبة) 1906 ثم في بيروت (1908) ثم آخرا ً في حلب
(1913). ولهن في بعض هذه المدن مدارس ومستشفيات ومآوي ودور
للعجزة. وقد دعتهن الحكومة السنية بعد اعلان الحرب الى
ادارة مستشفياتها في دمشق وبعلبك وبئر سبع وكان عددهن سنة
1909 في مصر والشام قبل الحرب 109 راهبات.
12 راهبات الفقراء العجز- شاع اسمهن هذا في بيروت غير
ان الاسم يطلق على جمعية رهبانية اخرى منشأة سنة 1840
أنشأها الكاهن الفرنساوي لوياليور في معاملة بريطانية
الفرنساوية وجمعيتهن منتشرة في اربعة اقطار المعمور. أما
راهبات بيروت فاسمهن بنات سيدة الاوجاع انشأت جمعيتهن منذ
وقت قريب السيدة سان فراي مركزهن في مدينة تارب من اعمال
فرنسة. اتين الى سورية فأنشأن في بيروت دار العجز السنة
1908.
