اجتمع الجميع في حفلة واحدة تعاونوا على
ذبح لبنان!! انما الفلسطينيون، فكانت حساباتهم تتعدى
حسابات شركائهم... اذ اعتبروا ان معركتهم مع العدو
الاسرائيلي خاسرة، فكان مخططهم أن يتخذوا لبنان وطنا ً لهم
بديلا ًعن فلسطين.. أو في أسوأ الأحوال يتسلمون الحكم في
لبنان وراء واجهة اسلامية، وهكذا يصيبون أكثر من عصفور
بحجر.. أي انهم يحققون رغبة المسلمين الذين يشعرون بالغبن
والمطالبين بالمشاركة في الحكم، وربما جعلوا الحكم اسلاميا
ً "دراسة مدير عام دار الفتوى الأستاذ حسين القوتلي نشرتها
جريدة"السفير" في8/8/1975". أو في أسوأ الحالات فانهم
يجعلون الحكم في لبنان ثوريا ً.، فيكون لهم ساحة ينطلقون
منه الى اسرائيل، ويمهدون بذلك أيضا ً، للزحف الى العواصم
العربية فيقوضون نظام الحكم فيها مما يتناسب مع مخططاتهم
الثورية، ويحققون مآرب اليسار كي يتمكن المد الشيوعي من
التغلغل الى البلاد العربية" منابع النفط".
ومهما كانت النيات والمخططات والستراتيجيات يبقى كل ذلك في
نظر المسيحيين انهم هم المستهدفون، حيث يراد تصفيتهم
وابادتهم وسلب وطنهم، لأنهم، أي المسيحيون، يعتبرون أن
لبنان ملجأهم الوحيد، وهم الذين ضحوا في سبيله الكثير عبر
الأزمنة، لذلك هبوا يدافعون عنه بكل شراسة، فكانت بالنسبة
اليهم معركة حياة أو موت!!!
أما الفلسطينيون، فكانوا يتذرعون بحرب الابادة فقي لبنان،
بأنهم، هم المستهدفون، ويراد تصفيتهم من قوى بعيدة..
وقريبة، أو على الأقل يراد تحجيمهم ليتمكنوا من لجمهم..
تمهيدا ً للحل السلمي الذي كان يطرح بين الكواليس هنا
وهناك فهبوا يدافعون عن نفسهم!!
أين الصهيونية من كل ما جرى في لبنان؟! لقد كانت في عمق
المؤامرة، اذ من ضمن مخططاتها، أن تثير الحروب والفتن
الطائفية في أي بلد تستهدفه، وبخاصة في البلاد العربية.
وحرب لبنان ال 1975- 1976 ألم تتسم بالحرب الطائفية؟! وأين
حركة بيافرا الانفصالية؟! والسودان باقليمه الجنوبي؟! ومصر
والأقباط، وايرلندا وبريطانيا وغيرها؟! وثورة 1860 ثورة
الموارنة والدروز وفي السنة نفسها في دمشق. ومذابح الأرمن
عام 1915 في ارمينيا، ألم تكن كلها من مخططات الصهيونية
العالمية حيث كانت تقف من وراء السلطنة العثمانية؟! ألم
يكن القائدان العثمانيان طلعت وأنور باشا يهوديين بل
صهيونيين، أعلنا اسلامهما ليتمكنا من تنفيذ مخطط الصهيونية؟!
وبالتالي ألم يكن "بن غوريون" في سنة 1913 محاميا ً في
اسطنبول يخطط مع رفاقه الصهاينة؟! ألم يذهب الى لندن عام
1918 ليشكل الفرقة اليهودية لاحتلال فلسطين؟! وبعدها أصبح
رئيسا ً لوزراء اسرائيل؟!
ألم تكن الصهيونية العالمية، تقف وراء السلطنة العثمانية،
وتثير فيها الحساسية الطائفية ضد المسيحيين في جميع أنحاء
سلطنتها؟! ألم تكن تلك الثورات الطائفية لتخلق لها وطنا ً
قوميا ً في فلسطين، بعدما رفض السلطان عبد الحميد الثاني
اعطاء فلسطين لليهود عندما جاء اللورد روتشيلد سنة 1890
ليشتريها منه ؟! وعلى أثر هذه المحاولات أدرك الصهاينة انه
لا يمكن فصل فلسطين عن جسد السلطنة العثمانية الا عن طريق
تفكك ثوري، يحدث في اعقاب حرب. وهكذا تمخضت الحرب العالمية
الأولى عن ولادة اسرائيل فتم تسليم وعد "بلفور" عام 1917
والجدير بالذكر ان الصهيونية العالمية، لم تظهر عند احتلال
فلسطين، بل ظلت مختبئة في الصفوف الخلفية.. متخذة وجها ً
انسانيا ً.. المؤلف من المستشفيات، والخدمات الصحية
والاجتماعية!!
أليس هذا ما صنعته اسرائيل في حرب الابادة في لبنان؟! حيث
راحت تضيق على المواطنين في بادىء الأمر، حتى هبوا جميعا ً
على اختلاف طبقاتهم ومذاهبهم، يستصرخون العون حتى من ابليس،
فكانت اسرائيل الابليس مرتدية وجها ً انسانيا ً، فأخذت
تساعد المواطنين في جنوب لبنان، مقدمة لهم خدمات صحية
واجتماعية. ولكن الوجه الانساني ذاك، يختبىء وراءه ذئب
مفترس ينقض على فريسته في الساعة المعدة له.. ويقف الاعلام
الموجه.. ينقل فصول المسرحية، بأن اسرئيل، هي منقذة الشعوب
المظلومة، وبالتالي لتظهر الفسطينيين والاسلام بنوع خاص،
في صورة سوداء، في نظر العالم المسيحي، على أنهم هم السبب
في كل ما يحدث من مآس في جنوب لبنان،وفي كل شبر من أرضه،
وانهم يبيدون المسيحيين وهم أقلية في الشرق العربي، وان
صيغة التعايش الأخوي في لبنان بين المسيحيين والمسلمين،
والتي كان الفلسطينيون ينادون بها كصيغة تعايش في فلسطين
قد فشلت!!
لقد افادت اسرائيل من الوفاق الدولي لتنفذ كل مآربها!!
انها كأخطبوط تمتد اعضاؤه الى جميع انحاء العالم، والتاريخ
شاهد على ذلك، ففي مؤتمر يالطا عام 1945 طرح روزفلت على
ستالين السؤال التالي:
"اني صهيوني"، وأنت؟!
أجاب ستالين: "أنا صهيوني مبدئيا ً دون أن أجهل متاعب
الصهيونية"... والجدير بالذكر ان الاتحاد السوفياتي كان
اول من اعترف باسرائيل!!!
واميركا التي تمثل العالم الحر، نرى الصهيونية تتحكم بها
وبمقدراتها، بينما لا يشكل اليهود الا نسبة ثلاثة بالمئة،
ولكن الصهيونية تقبض على اكبر وأهم ثلاثة اجهزة في اميركا
- اهمية نفوذها في البيت الابيض - البتاغون - وكالة
الاستخبارات الاميركية - واخيرا ً لا آخرا ً انها تسيطر
على 34 % من اعضاء الكونغرس الأميركي.
والويل لأي رئيس اميركي، يرفض ارادة الصهيونية، فيكون
مصيره كمصير الرئيس الكاثوليكي جون كنيدي الذي حاول الحد
من النفوذ الصهيوني، فأرسلوه مع الشكر.. الى العالم الثاني...
والرئيس الراحل شارل ديغول، الذي كان متعاطفا ً مع العرب
ومتفهما ً قضاياهم، وهو من عرف مكر الصهيونية، فعندما فرض
حظر ارسال الأسلحة الى اسرائيل، هبت الصهيونية يومذاك،
تحرض الطلاب في ايار 1968 فكان ذاك التمرد الطالبي في
باريس احد اسباب التهويل على ذاك الجبار الذي وقف في وجه
الصهيونية!!
وفي عام 1970 قامت الدعاية الاسرائيلية توجه نداء، الى
جميع الصهاينة في العالم قاطبة تغمز مهددة الولايات
المتحدة الأميركية، بأنها تستطيع ان تحرق امبراطوريتها
السياسية والاقتصادية في زوايا العالم الأربع... أسوة
بالأمبراطورية البريطانية عندما حظرت الهجرة اليهودية الى
فلسطين سنة 1939 ثم أصدرت ضد اسرائيل الكتاب الأبيض الشهير،
وقالت مهددة، أنه سبق وانهارت الأمبراطورية الرومانية
عندما انتقم اليهود منها لأنها دمرت هيكل اورشليم منذ
حوالي 1900 سنة..
اما لبنان فهو الشوكة.. المسننة الأطراف في عين اسرائيل،
لأنه الوطن الذي يزاحمها في كل ميادينها، من علمية،
واقتصادية "ودماغية"... وسياحية، وبالتالي فان موقع لبنان
الجغرافي الستراتيجي وتكوينه السوسيولوجي المؤلف من
المسيحيين والمسلمين، يقف صخرة شاهقة يمنعها من تهويد
فلسطين. فان صرخة من اللبنانيين المسيحيين الى الفاتيكان
والعالم المسيحي كافية ليوقفها عن تهويد منبع ديانتهم،
بالاضافة الى المحرمات الاسلامية.
ومع كل هذا جاء الفلسطينيون يدمرون لبنان ويقتلون اهله
الذين هم قلعة متينة في وجه اسرائيل، وكأنهم يساعدون
اسرائيل كي يتم تقسيم لبنان، ويتحول الى دولة طائفية،
فتتخذ عندئذ اسرائيل هذا كصفة شرعية لكيانها الطائفي
العنصري في فلسطين!!
فوق هذا جاءت بعض الدول العربية تزيد نزف لبنان، بتأييدها
للفلسطينيين، ودعمها لهم بالأموال والعتاد والرجال، هل كان
هذا الدعم من أجل تهديم لبنان كي يتوقف عن النمو وان لا
يتعدى ازدهاره وتفوقه الحضاري على سواه رغم قلة موارده؟!
ام ان الدعم العربي للفلسطينيين هو من اجل اطلاق صاروخ
عشوائي من الحدود اللبنانية الجنوبية لتقم اسرائيل بضرب
لبنان!! هل كان هذا كله يحصل لتقتنع بعض الدول العربية ان
اموالها لم تهدر عشوائيا ً بل انها صرفت من أجل استرداد
فلسطين، ولو كان كله جرى على حساب لبنان أمنا ً وازدهارا ً
وشعبا ً!! وهل ان فلسطين قد انتقلت الى أرض لبنان في حرب
السنتين كي تتابع تلك الدول العربية التي غطست حتى أذنيها
في تلك الحرب الفاجعة، ليظل دعمها مستمراً في مراحله
للفلسطينيين؟! بالاضافة الى كل ذلك راحوا ينقلون خلافاتهم
وصراعاتهم الى أرض المعركة، وراحوا يتبارزون فوق جسد لبنان
المحتضر ليظهر كل منهم انه اقوى زندا ً من الآخر، وما ذلك
الا ليعمقوا جروح المأساة!!
هل هناك من جهالة، تفوق الجهل الفلسطيني، وبعض الدول
العربية في محاولتهم هدم لبنان الترس الواقي، الذي يقف
بوجه اسرائيل، بما لديه من صداقات خارجية بالاضافة الى قوة
المغتربين اللبنانيين وفعاليتهم في المحافل الدولية، وحيث
يحمي لبنان الطرق المؤدية الى البلاد العربية؟! بينما
اسرائيل تخطط لابادتنا جميعا ً في الشرق العربي، نراهم
يتلهون.. بالهدم.. وليس بالبناء!! ليتهم كانوا يدرون انهم
كالذي "يلحس المبرد ويتلذذ بطعم الدم.. جاهلا ً ان ذلك دمه
هو الذي ينزف من لسانه"...
حبذا لو يدري الجميع ان اللبنانيين الذين هبوا يحاربون
دفاعا ً عن لبنان كانوا يدافعون ويحاربون عن كل البلاد
العربية، والأيام والتاريخ والأحداث المقبلة وحدها كفيلة
لأن تظهر الحقيقة بأنصع وجه!!
فلو قدر، لا سمح الله، ومات لبنان، لكان ذلك نذيرا ً لموت
العالم العربي على ايدي الفلسطينيين ومبادئهم الثورية..
التي تمهد للتغلغل الشيوعي.. واسرائيل طبقا ً لمخططاتها
الصهيونية. اذا ً كان عليهم ان يحافظوا على ازدهار وحضارة
شعب لبنان وعلى كل شبر من أرضه المعطاء!! لقد نجحت اسرائيل
عندما نسجت خيوط المؤامرة، فتبناها الاسرائيلي الملتزم
وزير خارجية اميركا السابق كيسنجر وفرق الأدوار!!
لماذا نجحت المؤامرة في لبنان بالذات؟! لن أرضه خصبة لتلقي
المؤامرات، بسبب بنيته السياسية المهتزة.. ذلك ان الحكم في
لبنان منذ بدء الاستقلال قائم على الائتلاف وهذا الوضع
القائم على التوازن الدقيق، معرض دائما ً للخلل مما يضعف
الدولة ويجعلها متخاذلة امام امور مصيرية.. ومتخلفه سياسيا
ً واجتماعيا ً لتتكون من جرائه خلايا من الفساد تنتشر في
كل ادارة رسمية. ما دام المواطنون ينالون وظائفهم على اساس
مذاهبهم وليس على اساس كفاءاتهم!! ومما يزيد من ضعف الدولة
ان السياسيين في جميع فئاتهم ومذاهبهم، لم يحاولوا منذ
الاستقلال حتى اليوم ان يتجاوزوا الطابع الائتلافي أو
النزعة العشائرية والاقطاعية التي سيطرت ولا تزال منذ
القرن السادس عشر، تلك التي كان الأمراء والمشايخ
الاقطاعيون يغذونها للحؤول دون قيام ما يهدد حكمهم!!!
وهكذا ظل سياسيواليوم يتابعون تغذية هذه المفاهيم البالية
في عقول الشعب التي كان من شأنها أن تنمي الانكماش
والانقسام النفسي والتباعد عن الولاء الوطني!! لم ينشأوا
حكما ً عصريا ً يرتكز على قواعد تنمي الروح الوطنية
قيلقنونها للشعب لينصهر في بوتقة اجتماعية واحدة!! فكانت
الوطنية بالنسبة للسياسيين هي ما يحققون من مغانم ومصالح
وذلك على حساب حاضر ومستقبل لبنان وشعبه!!
حقا ً ان الحكم في لبنان ذو طابع ديمقراطي الا ان رواسب
الماضي لا تزال مستوطنة في النفوس وتتفاعل في العقل
الباطني للسياسيين، حيث تنعكس مباشرة على الشعب!! ف "الميثاق
الوطني" المزعوم الذي صاغه رجالات لبنان من مسيحيين
ومسلمين عام 1943 ما كان في الواقع الا اتفاقا ً على
اقتسام المغانم... ولم يطوروا مفاهيمه ليصبح قاعدة انصهار..
تنتقل من واقع اقطاعي مشتت البنية ومقسم الى شيع وتجمعات
كل منها تنجذب بطموحها وتطلعاتها الى خارج حدود لبنان!!
في الأمس كانوا يتخبطون في هذا الواقع المتأرجح لأنه لم
يكن هناك "وطن" بما تحمل كلمة وطن من شمول وسمو وكرامة،
أما وأصبح لبنان وطن للجميع ومستقل ذات سيادة وولد الميثاق
الوطني لينعم الجميع تحت راية واحدة ليسيروا وفق اهداف
موحدة ينتظرهم مصير واحد!! ورجالات لبنان الذين صاغوا هذا
الميثاق عرفوا تاريخ لبنان القديم والحديث، وأدركوا
الفجوات التي قد تخلق عثرات وتباعدا ً بين الشعب اللبناني
الواحد، فادركوا خوف المسيحيين وهم أقلية في الشرق العربي،
وخوفهم ليس وهما ً بل معاناة عانوها عبر أزمنة طويلة من
الاضطهاد، فنسج هذا الميثاق بشكل يبعد الخوف عن المسيحيين
ويجعلهم يطمئنون الى مصيرهم، ويعملون على التقارب مع
محيطهم العربي. كما أن هذا الميثاق قد ضمن هوية المسلمين
ومنحهم حقوقا ً كي يظلوا اسيادا ً في وطنهم ومحيطهم.
ومع كل هذه المعطيات ظل السياسيون يفكرون عشائريا ً
واقطاعيا ً وطائفيا ً، حتى بقي لبنان في العمق منه يتخبط
بهذه المفاهيم كأن صيغة التعايش الأخوي كانت ظاهرا ً وفي
الباطن كانت تكاذبا ً، لهذا كان الميثاق الوطني يلتمع
احيانا ً ببريق النجاح.. وأحيانا ً تعلو وجهه غمامات سوداء،
طبقا ً لتعاطف او نفور السياسيين بعضهم مع بعض.. أو نسبة
لما تقتضيه مصالحهم الشخصية.. وزعاماتهم الاقطاعية!!
وهكذا ظل المسيحيون ينتابهم قلق مصيري كانوا يعانونه من
قبل خوفا ً من الاضطهاد ويخشون التقارب من محيطهم العربي،
وعلى الرغم من أنه مرت الفترة الأخيرة ما قبل حرب 1975 كاد
الانصهار المسيحي في البوتقة العربية في أنجح مراحله!!
وظل المسلمون كما الأمس ما قبل الميثاق الوطني والاستقلال،
يشدون بتطلعاتهم الى خارج حدود لبنان، وراحوا يطالبون
بالمشاركة في الحكم آنا ً، ويتذمرون من الغبن في المراكز
حينا ً، وبالتالي يطالبون بعروبة لبنان، بشكل يتخذ صفة
الارغام.. مع ان المفهوم الوطني يقول "لبنان" أولا ً
وبالتالي فهو عربي، لأنه عضو مؤسس في الجامعة العربية،
وليس المانيا ً او صينيا ً. فالمسيحيون لهم الشرف الكبير
بل الفصل الأكبر في وجود العروبة، لأنهم بنوا لها صروح مجد،
والتاريخ شاهد على ذلك، بينما كان أقارب دعاة العروبة
اليوم، يعملون وينتصرون للقومية العثمانية. فأين البحاثة
بطرس البستاني الذي نادى بالتفاهم بين الطوائف المسيحية
والاسلامية سنة 1860 واين ناصيف اليازجي ويعقوب صروف وفارس
نمر الذين صاروا على طريق البستاني، هؤلاء المفكرون
المسيحيون الذين ناضلوا في القرن التاسع عشر، هم وأمثالهم
الى جانب رجال الدين ممن حافظوا على اللغة العربية من
الانقراض امام اجتياح الدولة العثمانية ولغتها بلادنا،
ففتحوا لها مدارس وألفوا لها كتبا ً، والرهبان كانوا اول
من ادخل مطبعة عربية الى لبنان، ولا تزال شاهدا ً حيا ً في
الأديرة. ولكن للأسف اخذت حماستهم تتضاءل عندما بدأت
القومية العربية تتخذ لها وجها ً دينيا ً يتنافى مع
الديموقراطية والمساواة بين جميع المواطنين. ومع هذا ماذا
فعل دعاة العروبة اليوم للعروبة؟! غير الشعارات المدوية
والمطالبة بها ؟! فالعروبة لن تنجح لا على ايدي المطالبين
بها اليوم ولا على ايدي المسيحيين او غاصوا في لججها ما لم
تكن العروبة، قومية علمانية متعالية عن السلبيات ومترفعة
عن المفهوم السطحي البدائي المتخلف، فالقومية العربية هي
التي يجب ان تقف متحدية تطور العصر السريع بايجابياتها
وتطلعاتها المستقبلية والانسانية الشاملة!!
ان المصيبة التي نتخبط فيها هي ان رواسب الماضي، لا تزال
تتفاعل في النفوس منذ عهد المتصرفية.. مما يجعل المواطن
يفكر ضمن أفق ضيقة، يفكر طائفيا ً وليس وطنيا ً لبنانيا
ً.. ويظل في غربة عن محيطه، ويظل في معاناة وحيرة من هويته.
فهناك مثلا ً الوحدة العربية، لا تزال تفرز امنيات وتوقا
اليها، "علما ان هذه الوحدة لم تتحقق ولو ضمن وحدة ثنائية
بين دولة واخرى، في العالم العربي". لهذا فان الشارع
الاسلامي يتبنى دائما ً الخط المتطرف، الذي ينبثق في أي
بلد عربي، وذلك اما اثباتا ً لهويته العربية، أو تعاطفا ً
مع محيطه العربي، او لاظهار نفسه كجناح قوي في الساحة
اللبنانية يستطيع ان يبدل دفة الأمور ساعة يشاء حتى لو كان
على حساب لبنان"!!
"لهذا يخال ان دعاة الوحدة العربية في لبنان، كأنهم ينتمون
الى هويتين، أحدهما عربية واخرى لبنانية، فيضيعون بين
الهويتين".
والتلاحم مع الفلسطينيين، أليس دليلا ً على كل هذا؟! فعلى
الرغم من انهم دمروا لبنان واحرقوه، ظل الشارع الاسلامي
اما صامتا ً، وهذا علامة رضا ً، واما محاربا ً الى جانب
الفسطينيين، ولكن من اجل ماذا ؟؟
ان كان من اجل عطف على الفلسطينيين لأنهم مشردون، واصحاب
قضية وهم اخوة لنا، فالزعماء المسيحيون، من بشارة الخوري
وما بعده، وفي الأمس القريب الرئيس فرنجية في عام 1974، من
على منبر الأمم المتحدة، كانوا اول من دافع عن القضية
الفلسطينية في جميع المحافل الدولية، وفي كل مناسبة.
وبشارة الخوري، هو اول من سمح للفلسطينيين بالدخول الى
لبنان "وعلى ذمة الراوي ان رياض الصلح وكان رئيسا ً
للوزراء يومذاك، طلب الى بشارة الخوري ان يوقف التدفق
الفلسطيني الى لبنان، ولكن الرئيس بشارة الخوري، دمعت
عيناه من اجلهم!!".
واذا كان التلاحم معهم من اجل حمايتهم فمن من؟! وهم اصبحوا
دولة ضمن الدولة اللبنانية التي لم يكن لها لا حول ولا قوة..
فكانوا هم يأمرون.. وينهون.. كأنهم اهل الوطن!!
واذا كان التلاحم الاسلامي مع الفلسطينيين من اجل استرداد
فلسطين، فالكل معهم صغيرا ً، كان ام كبيرا ً، ولكن هل
كانوا يحاربون في عام 1973 وحرب الابادة 1975- 1976 في
الأرض المحتلة، في حيفا ويافا والقدس؟! ام كانوا يشعلون
النار في لبنان ويقتلون اهله ويدمرون اقتصاده؟! فكيف رضي
المسلون بأن يدمر لهم الفلسطينيون وطنهم؟!
ان حماية الثورة الفلسطينية، ومشاركتها في نضالها،
والتلاحم الشعبي معها، اذا كان حقيقيا ً، كان على
المتلاحمين والمتعاطفين معها ان يدلوها على الطريق
المستقيم لو جاءت تتعثر!!
ليس هناك احد في لبنان يرفض دعم الثورة الفلسطينية في
نضالها اللهم اذا كانت تسير على سراط مستقيم، وتحارب وتسعى
بكل قوة وشرف لاسترداد ارضها!! كما لا يقره أي منطق جاهلي،
ان يساعد الانسان حتى لو كان اخوه من لحمه ودمه على تدمير
بيته.. وحرق مواسم ارضه، ولكن كما سبق وذكرنا، ان رواسب
الماضي لا تزال مستيقظة في الأذهان!!
ولهذا استطاع اليسار والفلسطينيون من ان يعبئوا الجناح
الاسلامي، ويشحنوا نفسياتهم بدعاياتهم وشعاراتهم، فانجرفوا
وراءهم ساكبين في روعهم انهم، اي الفلسطينيون هم جيش
المسلمين!!
هل ان تورطنا في سياسة المحاور، او في اي نزاع بين الأسرة
العربية، اي كان الجانب الذي نؤيده او نعاديه، هل افادنا
بشيء؟؟ على العكس، فاحداث حربنا الأخيرة، كشفت لنا بأننا
نهدم وطننا ونسقي ارضه بدمائنا واننا دائما ً ضحية على
مذبح مصالح الآخرين!!
وكثيرا ً ما يخفون عنا اهدافهم، فنسير وراءهم دون أن نحسب
لوطننا حسابا ً، فتتراكم علينا المشاكل، ويصعب علينا حلها،
بل تصبح هذه المشاكل تتحكم بنا وبمصيرنا. فنمسي تحت رحمة
الآخرين!! فلبنان يجب ان يختار اتجاهاته السياسية ما
يتناسب مع مصلحته، أسوة بكل الأوطان!!!
كفى لبنان نزفا ً!!
كفانا جراحا ً!! كفانا جهالة!!
كفانا حمل اثقال الماضي البالية، لماذا لا نحطم الوحش
المفترس في الأعماق منا؟!
كفانا فقر، ويأس!!
كفانا حداد، ويتم!!
كفانا تقديم انفسنا كبش ضحية في هياكل الآخرين!!
كفانا حرق لبنان ليتلذذ النيرونيون بمنظر شهب النار تلتهم
ارضنا واقتصادنا وحضارتنا!!
لنتطلع الى السماء نستغفرها، بعدما قسمنا الاله الى قطع
تقاتل بعضها البعض، وهو نور واحد يغمرنا دون استثناء...
حان لنل، أن نستيقظ من جاهليتنا ونحطم عبادة الأصنام ونسير
في مواكب النور نبني لبنان!! وحتى العالم!! نحن اللبنانيين
وجدنا لنكون بنائين، نبني امجادا ً وحضارة وانسانية نزين
بها عنق الكون؟!
نحن اللبنانيين اخوة، لا!! يجب ان لاتلفظ الكلمة، يكفي ان
نلفظ انتماءنا الوطني، لنثبت اخوتنا!!
نحن اللبنانيين اسيد، وما كنا يوما ً قطيعا ً نسير وراء
طوابير كانت من كانت!!
لسنا قصارا ً وغيرنا قادر، ليمسك بأيدينا!!
دمر وطننا!! دمرناه بأيدينا!! وبأيدينا نرفع مداميك بنيانه!!
ماذا ينقصنا؟! تنقصنا الارادة، والتصميم والعزم، والمحبة؟!
ان عظمة الأوطان تصنعها الشعوب.
كنا في الماضي شيعا ً.. واجزاء.. وكنا مقاطعات.. يحكمها
الأمراء.. والاقطاعيون.. واليوم اصبح لنا وطن واستقلال،
ولا نزال كما كنا.. وانما في مظهر عصري...
أقولها بجرأة لأنها الحقيقة، والحقيقة قاسية.. ولكنها تظل
حقيقة.. ان من جراء كل هذه العوامل، ظل المسيحيون في قلق
خائفين على مصيرهم من الاضطهاد، ومن ان يذوبوا في محيط
عربي اسلامي. وظل المسلمون في قلق وحيرة يفتشون عن هوية
عربية، خارج حدود لبنان؟! ومن كان الضحية؟! كان لبنان كبش
محرقة على مذبح المصالح الخارجية والمحلية اللبنانية...
أمام كل هذا ما هو الحل؟!
ما هو القاسم المشترك الذي يربط قران جميع اللبنانيين
بعضهم مع بعض الى الأبد، دون ان تكون هناك فجوة تسبب اي
خلل، مهما تكاثرت فوق سماء لبنان الأعاصير الهائجة؟!
قد تكون بعض الحلول التي سأذكر، قد سيق وطرحت، ولكنها طرحت
في الساحة اللبنانية، في وقت كانت الكلمة للقذائف
والبندقية!!
الحل، هو العلمانية المبنية على مفاهيم عصرية علمية
انسانية. وان لم نسرع وننقذ لبنان بهذا الشكل، فسنظل ننتظر
كل عشر سنوات، ان لم يكن أقل من ذلك، مذابح... وسنظل اجزاء
مفككة مهما"رتينا الفجوات" بمصالحات على انغام القبل...
فكيف يمكن ان يجمع شعب، هو مقسم الى اجزاء وشيع مختلفة
الألوان، الا تحت راية وطنية واحدة؟!
لماذا يصعب علينا اتباع النظم العلمانية؟! لماذا نأخذ "قبرص"
مثلا ًلنا؟! لماذا لا نتمثل بالبلدان التي قطعت شوطا ً
بعيدا ً في التقدم الحضاري؟! مثلا ً: البانيا، التي ثلاثة
ارباع سكانها من المسلمين والباقي منهم، هم من المسيحيين،
ومع هذا فهي تتبع النظام العلماني. وأيضا ً لماذا لا نأخذ
الهند مثلا ً آخر لنا، فهناك في الهند مئات الأديان
والمذاهب، ولكن ليس هناك تناحر بينهم، والطائفية لا مكان
لها في ارضهم، بل هناك نظم هندية فقط.
كفانا ما قاسينا من فواجع وآلام، كفانا التغني بانتماءاتنا
الطائفية. عار علينا ونحن ندعي ان لبنان هو موطن النور
والعلم والحضارة، ونحن لا نزال نردد كلمة مسيحي ومسلم.
لماذا لا نقول لبنانيا ً وكفى؟!!
وهناك حل آخر، ان لم يكن من الممكن تطبيق النظام العلماني.
فهذا النظام هو"الفيدرالية"، اسوة بسويسرا واميركا، وكندا،
والهند وغيرها، وغيرها!!
حل آخر: هو القوة!!
القوة تبدأ من رأس الهرم، أي من رئيس الجمهورية، وذلك
بمنحه سلطات اضافية واستثنائية، على ان لا تترجم "بالديكتاتورية".
فعلى السياسيين ان يقدموا للرئيس سركيس الدعم ويطلقوا يده،
كي يفصل الرداء الذي يناسب البنية اللبنانية.
وهنا لا سمح الله، ان اتهم السياسيين والقيادات السياسية
بأنهم ضد الرئيس سركيس، بل اعني انه يجب ان يدعموه فعلا ً
لا قولا ً.. بما انهم اولوه ثقتهم، ووجدوا فيه الرجل
الوطني الشريف الذي لا يساوم.. على كرامة وطنه وشعبه،
فليمنحوه القوة ليضرب بيد من حديد ليستقيم اعوجاجنا!!!
ان الشعب مل الانتظار، وهو يرى الجمود يسيطر على كل شيء في
لبنان، فهذا الشعب يعيش اليوم، بالفطرة، بقوة استمرار
الحياة. وويل لأمة اذا استوطن اليأس شرايينها!!
يجب ان نمحو من حياتنا "الميوعة"، ونتخطى "انصاف الحلول"،
الى حلول قاطعة جازمة، غير تلك التي تعود لبنان ان يتبعها
منذ فجر استقلاله. ذلك نحن الشعب نريد "منقذا ً" يضرب بيد
من "فولاذ".. نريد الرئيس سركيس منفذا ً مثل الرئيس
الارجنتيني، "بيرون" والرئيس الفرنسي "ديغول" وغيرهما...
والرئيس "ديغول" لم يستطع ان ينقذ فرنسا، الا بعدما منحه
الزعماء السياسيون والشعب ثقتهم، وأطلقوا له يدا ً قوية،
ليحطم ويبني طبقا ً لمصلحة الوطن.
واذا كانت الزعامات والقيادات اللبنانية، تتريث كي تدعم
الرئيس سركيس وتطلق يده، كأنها تنتظر حلولا ً تأتي من
الخارج، فلنقل على لبنان السلام!! لن ينقذ لبنان، الا اهل
لبنان!! وقوة وطنية لبنانية ضاربة، مؤلفة من الجيش
اللبناني فقط. وجيش لبنان لا وجود له اليوم، واما التجنيد
الاجباري.. فيحقق كل شيء !!
حاشا، ان نتهم أحدا ً من السياسيين بالخيانة، ولكن للأسف
فالواقع يشهد بأن أعمال بعض السياسيين، كانت تميل دائما ً
نحو مصالحهم الشخصية وقد يكون ذلك عن حسن نية، بأنهم
يخدمون وطنهم!! لذلك نطالبهم بأن يمنحوا الرئيس سركيس
الدعم القوي، قولا ً وفعلا ً!!
لن يكون لبنان وطنا ً الا اذا كان قويا ً، أي غير متكل..
غير خائف.. متخطيا ً عقدة الضعف بسبب صغر مساحته وقلة
موارده!!
لبنان الوطن، ليس هو الأرض على الرغم من غلاوتها على
قلوبنا، انما الوطن هو الشعب، ولبنان منذ فجر تاريخه وهو
يتلقى الضربات، وظل صامدا ً، شامخا ً!! اذن قوتنا هي
المنطلق في الداخل وفي الخارج!!
ان منطقة الشرق الأوسط تغلي كأنها على فوهة بركان، ولا أحد
يدري ماذا سيسفر انفجار البركان من تغيير في الخارطة!!
فاذا لم نسرع وننقذ وطننا، ونبرهن بأننا أقوياء "فسيتناتشون"
لبنان، ونذوب جميعا ً كلبنانيين دون استثناء، ويزول وطننا،
كما زال كثير من الأوطان واختفت عن الخارطة، وتاريخ الامم
اكبر شاهد على ذلك!!
اين الصعوبة بأن ندعم منقذا ً، منحناه ثقتنا وانتخبناه
رئيسا ً للبلاد؟ أليس الرئيس سركيس جدير بهذه الثقة؟!
اين الصعوبة في أن نكون اقوياء؟!
اين الصعوبة في ان ننقذ وطننا بأنفسنا؟!
قد يقول قائل، بل كما يرددون: اننا بلد صغير وقليل العدد،
بالاضافة الى اننا لا نملك ثروات طبيعية، فما نحن سوى
احجار شطرنج في يد من هم اكبر منا!!!
عار علينا، ونحن كلبنانيين، لنا تراثنا المجيد، ولنا
ادمغتنا الجبارة، ان نردد هذا القول!!
ليس اقوى من الانسان، اذا صمم!!
ان النملة الصغيرة، تستطيع ان تفكأ عين اسد، هو ملك الغاب!!
لماذا لا نأخذ اسرائيل مثلاً؟ انها نقطة صغيرة في بحر عربي
كبير، وان مساحة الارض التي اغتصبتها والتي بنت عليها
كيانها، ليست اكبر من مساحة لبنان،ثم ان عدد سكانها لا
يزيد عن عدد سكان لبنان.
سيقول قائل: ان قوة اسرائيل مستمدة من قوة من يحتضنها!!
اجيب:ان قوة اسرائيل الحقيقية، مستمدة من اسرائيل نفسها،
أي انها تمنح نفسها القوة من ذاتها، لقد صممت اسرائيل ان
تبني وطنا ً، وتجد لها كيانا ً، فسارت الى هذه الاهداف،
وحققت ما أرادت!!
وبالتالي فلو لم تكن اسرائيل قوية في عنادها وتصميمها
وقوتها، لما وجدت من يحتضنها، بل كان المحتضن قد ركلها..
واهملها.. وتركها تقلع شوكها بيدها. اذن القوة تجذب اليها
قوى أخرى.
القوة: تمنع المزايدات... توقف التدخل في شؤوننا من اية
جهة كانت.. القوة تمنع تقاعسنا، واتكالنا.
لذلك نريد "القوة"، نريد "القوة" ، ويجب ان نكون اقوياء،
لان الله هو مع القوي!!
وعندما يخلق الحكم في لبنان، قضية وطنية للشعب، اي القضية
الوطنية اللبنانية، يصبح الانسان في لبنان يركض وراء بناء
وطنه. وعندما تعم العدالة الاجتماعية كل فرد في لبنان،
يتوقف مفعول الانجذاب الى خارج حدود لبنان القريبة...
والبعيدة.. اذ عندما يشعر الانسان بكفاية معيشية، وضمانة
لعائلته يصبح لبنان همه، وقضيته ومحط آماله!!
الوطنية ترفعنا من كوننا اقزاما ً لنصبح عمالقة!! فهي التي
تترجم تطلعاتنا، وتحقق طموحنا، وتبلور عقولنا، لنختار من
القيم والمباديء اسماها!! وهي التي تثبت فينا روح الاقدام،
فنقرر نهجنا السياسي، خارجيا ً وداخليا ً اقترابنا او
ابتعادنا، تعاطفنا او نفورنا، قبولنا او رفضنا، كل هذا لما
تقتضيه مصلحة لبنان وشعبه!!
الوطنية، هي التي تجعلنا احرارا ً، اسيادا ً، لأنها تتفاعل
بالذات منا، فنفتح أفقنا لنتطور ونتحدى الصعوبات، فنبني
وطننا، ليواكب الحضارات الكونية!!
الوطنية، تجعلنا في صراع دائم مع الوجود، فالتجدد تكمن فيه
الحياة!!
الوطنية، هي الحرية المطلقة، فتجعل الانسان قادرا ً قويا ً
على فرض سيادته الوطنية فوق كل شبر من ارضه، وصون كل ذرة
تراب من وطنه!!
الوطنية، هي المحرك القوي لدفعنا الى الأمام، وان لم نتلقن
مبادءها، ونحن لا نزال أجنة في الأرحام، وان لم نشرب
مفاهيمها وعظمتها من صدور أمهاتنا، ونحن لا نزال اطفالا ً،
فلنقل على بنان السلام.. وكل عشر سنين مذبحة!!!
ونرجو ان يتم انقاذ لبنان اليوم في عهد فخامة الرئيس الياس
سركيس، فينهض لبنان من الموت... ومن يرفض هذا الانقاذ؟!
فالرئيس سركيس قادر على طردهم من الهيكل.. متى زود بالقوة
التي يضعها بين يديه السياسيون والقادة اللبنانيون، ذلك
بالاضافة الى مؤهلاته التي تخوله ان يصبح الرئيس الذي
باستطاعته ان يمثل دورا ً مهما ً، ليس في لبنان فقط، بل في
المنطقة العربية.. ونحن الشعب مع فخامته، ننتظر انبعاث
لبنان على يده، ليحيا الى الابد!!
واذا ظلينا نردد ماذا اخذنا؟! وماذا يجب ان يعطينا لبنان،
ستظل الوطنية مشردة تفتش عن اليتامى والثكالى والأرامل
والجياع والمشردين الهاربين من قراهم وبيوتهم وتغتسل
بالدموع!!
حبذا لو نردد دائماً: ماذا اعطينا وماذا سنعطي لبنان؟!!
وكما قال"كليمنصو" في عام
1915 في اثناء الحرب العالمية الأولى: "ان فرنسا ليست
معروضة للبيع". ونحن نقول اليوم: "ان لبنان ليس معروضا ً
للبيع"... فله ابطال أسود، يحمونه كلما دق ناقوس الخطر فوق
ارضه.. وسيظل شامخا ً متحديا ً!!