Heinous error in the Shebaa farms before and after the 1967

الخطأ الشنيع في مزارع شبعا قبل وبعد حرب 1967

بقلم ناجي جرجي زيدان
nagizeidan@hotmail.fr
Tel : 81 395 434

هذا المقال بإمكان الحكومة اللبنانية الاستفادة منه وهو ليس موجّه ضد أحد، اقتطعته من كتابي الذي سأنشره لاحقاً ويحمل عنوان:

ما تبقّى..
بالوثائق العسكرية الإسرائيلية
الاحتلال الرسمي للجزء اللبناني
من جبل الشيخ
وأخواته من الأراضي اللبنانية المحتلة

هل يمكن للقيادة السورية أن تصحح خطأها الفادح
الذي ارتكبته تجاه لبنان في 31 أيار/ مايو 1974؟

في27 آذار/مارس 1946 تمّ توقيع خارطة من قِبَل القاضيين المختصين بالمسح العقاري في منطقة مزارع شبعا، اللبناني رفيق الغزاوي والسوري عدنان الخطيب، تؤكد أن ترسيم الحدود بشكل واضح ودقيق ونهائي بين لبنان وسوريا فيما يخص مزارع شبعا، حيث تأكدت بوضوح لبنانية هذه المزارع.

ملاحظة: الخطأ الشنيع ان ترسيم الحدود الذي تم في 27 آذار/مارس 1946 لم يقر حسب القوانين الدولية في مجلس النواب السوري واللبناني وبتوقيع رؤساء الجمهوريتين اللبنانية والسورية حتى يكون هذا الترسيم قانونياً، مما جعل هذا الترسيم كأنه شيئا لم يكن ولا قيمة له قانونياً، والدليل على ذلك أستشهد بثلاثة أمور:

1) في 16 كانون الثاني 1948 اتخذ مجلس الوزراء اللبناني قراراً في جلسته المنعقدة أكّد فيه أن «مشهد الطير الإبراهيمي» تعود ملكيته للوقف الإسلامي السني في شبعا، فلو كان ترسيم الحدود في 27 آذار/مارس 1946 معترف بها قانونياً بين لبنان وسوريا لما أقدمت الحكومة اللبنانية على اتخاذ قرار من جانب واحد على اعتبار أراضي «مشهد الطير الإبراهيمي» المتواجدة في مزارع شبعا لبنانية.

2) بتاريخ 31 أيار 1974 أدخلت القيادة السورية أراضي مزارع شبعا المرسّمة ب 27 آذار/مارس 1946 ضمن قوة "الأندوف" مما يفسّر أن القيادة السورية وقتذاك لم تعترف باتفاق الترسيم بين لبنان وسوريا عام 1946 .

وباعتراف السيد فاروق الشرع في كتابه الرواية المفقودة صفحة 455 :
"أن السيد لارسن جابه الوزير الشرع بأن مزارع شبعا سورية لأنها تتبع لقوات الأمم المتحدة لفض الاشتباك "الأندوف" وليس لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونفيل"، ولم يتمكن الشرع في انكار أن مزارع شبعا ليست خاضعة لقوات "الأندوف".

وهنا لا بد ان نكون جريئين لسؤال القيادة السورية:
"طالما تعترفون الآن بأن مزارع شبعا لبنانية فلماذا تفاوضتم عليها مع الإسرائيليين في العام 1974 وأدخلتموها ضمن قوات "الأندوف".

3) خلال محادثات "شيبردزتاون" في أوائل كانون الثاني /يناير من العام 2000 لم يفاوض السوريون الإسرائيليين على أن مزارع شبعا هي اراض لبنانية، بل فاوضوهم بخرائطهم العسكرية على انها أراض سورية ضمن قوات "الأندوف".
اذا كانت الحكومتان اللبنانية والسورية صادقتان بلبنانية مزارع شبعا فعليهما ان يخطوان الخطوات التالية:
1) ان تعترف القيادة السورية أمام مجلس الأمن بأنها اخطأت بأن تفاوضت مع اسرائيل في 31 أيار 1974 بأن جعلت أراض لبنانية محتلة في مزارع شبعا ومرتفعات كفرشوبا وأراض من الجزء اللبناني من جبل الشيخ المحتل خاضعة لقوة "الأندوف".
2) على الحكومتان اللبنانية والسورية ان يقرّان معاً في مجلس النواب السوري واللبناني بـ"اتفاق 27 اذار 1946 بأنها الحدود الدولية بين لبنان وسوريا، ثم يوقّع رؤساء الجمهوريتين في كل من لبنان وسوريا ما أقرّ مجلس النواب السوري واللبناني، ليرسلاه لاحقاً إلى مجلس الأمن لإثبات قانونبة هذه الأراضي اللبنانية".

بالمقابل، أكدت الحكومة اللبنانية في بيانها الوزاري بتاريخ 12 شباط/فبراير 2019 على واجب الدولة وسعيها لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا الخ...
وهنا نتساءل هل لدى الحكومة اللبنانية خارطة رسمية ونهائية لأراضي مزارع شبعا في جنوبها وشمالها وشرقها لهذه الأراضي، تبرزها للأمم المتحدة.
سأعطي مثالا للتناقض الرهيب بين اثنين من الخبراء اللبنانيين المكلّفين في هذا الشأن وانا المتتبّع الدقيق لكل ما يمتّ بصلة بهذه الأراضي المحتلة ولدي كتاب أصدرته عام 2002 عن مزارع شبعا وأخواتها.
والخبراء المحترمين هم: الدكتور عصام خليفة الذي يطالب بمركز التزلج في مقاصر الدود بجبل الشيخ المحتل وهي حاليا تحت سيطرة "الأندوف" لإعادتها إلى أحضان الوطن اللبناني، بينما العميد المتقاعد الدكتور أمين محمد حطيط خريطته لا تصل الى مركز التزلج، بل الى أجزاء قليلة من جبل الشيخ والتي هي تحت سيطرة "الأندوف".
فإذا كانت "مقاصر الدود" التي يطالب بها الدكتور عصام خليفة وأجزاء من جبل الشيخ المحتلة التي يطالب بها العميد الدكتور أمين حطيط، عند ذلك خرجنا من "مزارع شبعا" ودخلنا بـ"جبل الشيخ" الذي هو خارج مزارع شبعا ومرتفعات كفرشوبا، عند ذلك على الحكومة اللبنانية إذا أرادت استعادة كامل أو أجزاء من الجزء اللبناني المحتل من جبل الشيخ عليها توضيح الأسماء كما يجب أن تقال على النحو التالي:
الأراضي اللبنانية المحتلة هي:
- مزارع شبعا
- مرتفعات كفرشوبا
- الجزء اللبناني المحتل من جبل الشيخ

وليست كما ذكرت في بيانها الوزاري فقط مزارع شبعا و مرتفعات كفرشوبا
فعدم اشارة صراحة للجزء اللبناني المحتل من جبل الشيخ في البيان الوزاري يُمنع على الخبراء بأن يطالبوا بسنتمتر واحد من جبل الشيخ المحتل.

بالمقابل، هؤلاء الخبراء من قبل الدولة اللبنانية ليسوا متفقين على رأي واحد عن الحدود النهائية الجنوبية لمزارع شبعا، ولدي الدليل القاطع على ذلك، اتكلم عنها في مكان اخر.

أما الحدود الشرقية لمزارع شبعا فحدث بلا حرج
الخبراء متفقون أن "وادي العسل" هو الحد الفاصل مع الأراضي السورية المحتلة، بينما أبناء هيئة العرقوب يعتبرون أن "وادي المنجرة" الذي يبعد مسافة 2 كلم عن "وادي العسل" هو الحد النهائي لمزارع شبعا.

أمام هذه الحقائق وهذه الادلة الدامغة المواطن اللبناني البريء الذي ليس على اطلاع كاف عن هذا الملف، يعتبر حتماً وبمكان ما أن كلام معالي الوزير السابق وليد بك جنبلاط خلال حديثه التلفزيوني بشهر نيسان / أبريل 2019 على حق بأن هذه الأراضي سورية.

6/6/2019