admin
Site Admin
Joined: 09 Mar 2007 Posts: 529 Location: Jbeil Byblos |
|
Solemn declaration - Lebanese Army |
|
مفهوم القَسَم المقدّس في عيد الجيش بقلم الدكتور جورج شبلي
" أقسم بالله القادر أن أكون وفيّاً لبلادي ... " ، هذا القَسَم يشكّل جوهر العلاقة بين الجندي ووطنه ، وهي علاقة تقوم أساساً على الولاء والوفاء ، أي قوام الشرف . وهي ثقافة تحصّن صاحبها في مقابل التلوّن والخيانة وأصناف الغدر ، وهي التزام يعبر الى الذات فوق جسور الإيمان والصدق في الإخلاص . وهذا القَسَم يصدر عن نقاء الوفاء، فلا يحيد عن جادة الإقتناع مهما قست الظروف ، ولا يمكن أن يكون إصطناعيّاً، فيستثمر للتمويه والتعمية على مسميّات الخيانة والمصلحة والوصوليّة الرخيصة، وهذه بعيدة كلّ البعد عن جيش بلادي.
إنّ علاقة المؤسسة العسكرية مع الوطن ليس لها سوى عنوان واحد، وهو سلوك الكبرياء الثابت أو ممارسة الكرامة من دون اجتهاد . أو هو العشق البريء حيث يحلّ العاشق في المعشوق ليصيرا واحداً ، كما عشق الصّوفيّين للخالق في شموخ أبديّ . وهذه العلاقة مع الوطن هي عقد روحيّ أو بصمةٌ رسمتها ريشة الزمن وليس لها امّحاء ، فهي أبعد من صلة الرّحم وأمتن .
إنّ الوفاء بالقَسَم ليس بدعة ، بل هو حقيقة نافذة أدلّتها لا تقبل الشكّ. فليس عندنا في جيشنا الموصوف بوفائه نماذج ممهورة بالخيانة ، لأنّ القَسَم ليس حالة مؤقّتة أو زواجاً صُوَريّاً يقود الى مواقع ومقامات ليست من عجينة الجيش .
لم يحمل الجيش اللبناني مرّةً سيف عار ، بل حمل سيفاً من كرامة أراده درعاً متينة تحمي سيادة الوطن وتصون صيغة التوازن بين مكوّنات النسيج الوطني حفاظاً على هويّة الوطن ومقوّمات الدولة وفي مقدّمها الحرية والأمن. إنّ الدولة لا يمكن أن تنهض من كبوتها إلا إذا كان الجيش هو الضّامن الأوحد لاستقلالها ولاستمرارها منيعة في وجه المؤامرات والأطماع المشبوهة.
إنّ المؤسسة العسكرية، وفي خضمّ الأصوات الناشزة التي ترتفع من هنا وهناك، هي وحدها التي نثق بأنّها تعمل على عودة الدولة الى الدولة ، من هنا يجب تسليم مفاتيح الوطن الى الجيش قبل أن تُسدل الستارة على ما ومَن تبقّى في هذا الجسد المرتعش الذي إسمه لبنان. الجيش هو وحده هذا البطل الدائم الذي يمتلك الورقة التي تنتهي حتماً بالربح .
|
|