Author |
Message |
admin
Site Admin
Joined: 09 Mar 2007 Posts: 529 Location: Jbeil Byblos |
|
The day Lebanon wept |
|
يوم بكى لبنان
بقلم : جورج شبلي
يعبر اللبنانيّون اليوم زمن تراجيديا الأستقلال , بالمعنى الوضعي لهذه الكلمة أي ثقافة الأنتماء الى وطن . وبدلا من أن تكون الذكرى تذكرة للكرامة بالحريّة , أصبحت نافذة لتمرير الألم والخيبة . ذلك لأنّ الأستقلال السياديّ ليس منجزا , فالأستقلال بالمفهوم الذي يقرّه التاريخ والثقافة والدم والمنطق قد نحره بعض اللبنانيّين قبل الأغراب , بالتبعيّة والأرتهان , ما وفّر أرضا قابلة لأعادة النظر بعيد الجلاء .
في ذكرى الأستقلال أبحث عن الفرح , و لا أعلم متى سيرفع الحصار عنه . لا أرى غير سياسة تهديم الثقة بين الأنسان والأرض , لينكرها عند صياح الديكة المزوّر . في ذكرى الأستقلال , ينبغي أن يكتب مقال واحد بعنوان : يوم بكى لبنان . بكى لأنّه نزف شهداء , بيعت شهادتهم في سوق السكاكين المأجورة . بكى لأنّ وكلاء الخارج الملوّثين بالغدر نشروا فلسفة
الكره والتنكّر للوطن , وأيديولوجيّة الولاء لفكر هجين بديل , ذهب ضحيّته كثر مضلّلون, فتلاشى التلاحم بينهم وبين قيم المواطنة , وراحوا يروّجون لعقيدة مستوردة , دافعهم المصلحة أو الحقد . بكى لأنّ نكهة الدم الذي سال لأفتدائه لم يعد لها طعم , ولم يعد لها لون في غابة الألوان المتوتّرة . بكى لأنّ الوصيّ الذي أُخرِج بالنضال , أدخله التآمر من جديد .
في زمن الأستقلال , يبس النشيد فوق الشفاه , أبى أن تطلقه الحناجر أصطناعيا وألاّ يكون
عفويا كالأيمان . لم يعد يعني لبعضهم ألاّ تكرارا آليا تقليديا فاقد الرمزيّة , فاستعاضوا عنه بأناشيد هازجة يهدر أيقاعها مع أيقاع قناعاتهم الساذجة بالأنتصارات التي نكبت الوطن .
هذا الوطن الذي نفخ فيه الشيطان معهم , فتفكّك أهلوه أهواء وشيعا , وصمت حكماؤه في ضجيج الكفر, واستسلم للمنطق المقلوب الذي استغلّته الأدوات الرخيصة التي مارست الدجل والتضليل تحت ذرائع الحرص ووكالة الدفاع واستئصال العدو الغاشم .
في زمن الأستقلال , ينبري مسؤولون كبار لتقديم المشورة الى الجوار بتبنّي النموذج اللبناني الفريد كحلّ أكيد للنكبة المتنقّلة , نموذج الدولة الديمقراطية التعدّدية الحاضنة للحقوق والحريّات , ويدعمون في الوقت نفسه بالروح والدم الأنظمة البائدة القمعية التوتاليتارية التي تفتك بشعوبها وتشلّع بلدانها وتقدّم سيلا من الأضاحي فوق مذبح استمرارها في السلطة.
أذا كان الأستقلال هو الفعل المحرّر من كلّ العلل , بمعنى أنّ الأنسان يمتلك القدرة على الفعل أو الأمتناع عنه بعيدا عن الأكراه , ومن دون أن يطلب هذا الحق من أحد , فشعبنا يطمح بأخلاص الى أن يكون حرا سيدا في قراراته وأتّجاهاته , مدفوعا بالفطرة الى أنفة طبيعية لرفض بربرية القمع والرضوخ لظروف الظلم . من هنا , علينا أن نخضع مفهوم الأستقلال لتقييمات جديدة صارمة , حتى لو أضطررنا الى كتابة فصل الأستقلال بالحبر الأحمر .
|
|
Sat Nov 22, 2014 5:07 pm |
|
|
|
|
|
|
|