History of Earthquake in Lebanon and Syria

من زوايا التاريخ
الزلازل في سورية ولبنان
منذ عهد المسيح حتى اليوم

كانت منقطة سورية ولبنان في العهد القديم، مشتملة على نصيب وافٍ من التقدم والعمران. ومن يتصفح كتب التاريخ يشاهد القيمة التجارية والسياسية التي كانت تتمتع بها بلدان هذه المنطقة، بالإضافة إلى شهرتها وتقدمها في فن البناء والهندسة، ولا زالت آثارنا شاهدةً على ذلك. ولكن الزلازل توالت عليها ونكلت بها تنكيلاً، فطمست كثيراً من معالم عزها، وشوامخ معاهدها وقصورها وقلاعها وهياكلها وكبريات مدنها، ولم يبقَ من كلَّ ذلك إلاَّ آثار متهدمة منتشرة في كلَّ مكان، تحدث أبناء اليوم بما كانت عليه قديماً من عزًّ باذخ ومجدَ شامخ.
وقد عرف الآن مما قرره علماء طبقات الأرض، أنَّ للزلازل في مسيرها خططاً تتبعها، ومن هذه الخطط في سورية ولبنان،خطة تتجه من أنطاكية إلى حلب فمنبج، جارة الفرات، ومن ثم تتابع سيرها من اورفه متجهة إلى دياربكر. وخطة أخرى تعترض الخطة الأولى في جوار حلب، ومن هناك تتجه إلى الجنوب حتى وادي الأردن والساحل السوري اللبناني. وأكثر ما يكون ابتداؤها في ملاطية، ومنها تمرُّ بحلب وحماة وحمص، ومن هناك تتشعب شعبتين تتبعان سفحي لبنان الشرقي، فالأولى تسير إلى جهات بعلبك، والثانية نحو مدينة دمشق.
ومن العلماء الذين كتبوا في هذا الموضوع، كاتب فرنسي اسمه ويلس. فقد عدَّد هذا الكاتب فيما كتبه بهذا الشأن 188 هزة أرضية وقعت في هذه المنطقة، من مطلع التاريخ الميلادي حتى اليوم. ومن إحصاءاته هذه، أنه حلَّ بأنطاكية في تلك الحقبة /40/ زلزلة، وبحلب /28/ وببيروت /8/ وها نحن أولاء نورد جدولاً لأشهر الزلازل التي وقعت في هذه المدن الثلاث:

في أنطاكية:
سنة 94 زلزال استمر 40 يوماً.
سنة 115 زلزال عظيم بلغ عدد ضحاياه في سورية 260 ألف نسمة.
سنة 220 زلزال مدمر استمر 40 يوماً.
سنة 457 زلزال دمَّر المدينة تدمراً كاد يكون تاماً.
سنة 484 زلزال هدم أسوار المدينة.
سنة 525 و 526 ارتجاجات متواصلة.
سنة 587 زلزال مدمر.
سنة 589 زلزال مروّع نكب به 60 ألف نسمة.
سنة 1155 زلزال توفي بسببه في سورية ألفا نفس.
سنة 1159 زلزال كاد يدمر المدينة بكاملها.
سنة 1170 زلزال هدم أكثر منازل المدينة.

في حلب:
سنة 533 زلزال حدث أثناءه بالمدينة 80 اهتزازاً في ليلة واحدة.
سنة 1159 زلزال كاد يقضي على المدينة كلها.
سنة 1170 نكبة مدمرة.
سنة 1666 خسائر فادحة.
سنة 1822 انهدم جانب من المدينة، ومات بسبب ذلك عدة آلاف من الأنفس تحت الأنقاض.

في بيروت:
سنة 348 زلزال مدمر.
سنة 529 زلزال هدم ثلاثة أرباع المدينة.
سنة 1837 زلزال سبَّب خسائر فادحة.
هذه لمحة موجزة عن الزلازل التي حدثت في بلادنا خلال الألفي سنة الماضية. وإننا نسأل الله أن يصون بلادنا العزيزة من كلَّ نكبة، وأن نستعيد أراضينا التي اغتصبتها إسرائيل بالتواطؤ مع الاستعمار الغاشم.

رياض عبد الله حلاق
صاحب مجلة الضاد
ومديرها المسؤول