Back Home (To the main page)

Souvenirs and books from Lebanon
 

Sections

About us

Contact us

 
 
SearchFAQMemberlistUsergroupsLog in
The Church and the society - Maronite

 

 
Reply to topic     discoverlebanon.com Forum Index » لبنان ... باللغة العربية
  View previous topic
View next topic
The Church and the society - Maronite
Author Message
admin
Site Admin


Joined: 09 Mar 2007
Posts: 529
Location: Jbeil Byblos

Post The Church and the society - Maronite Reply with quote
بين الكنيسة والمجتمع - مجلة شربل - المدير الأب بولس ضاهر- تشرين الثاني 1962 - الطقس الكامل - كتبها للمجلة المستشرق الانكليزي جوزيف مورتيمر

لقد تعودت بصفتي بريطانيا حقيقيا ً، على ان ارى الناس المعتزين بسلالتهم يتعلقون بتراثهم الثقافي ويعبرون عن هذا التعلق بصورة ظاهرة.

اما الموارنة، فأني اسائل نفسي: لماذا يخفون طقسهم الديني تحت ظواهر لاتينية؟

ربما حصر الكثيرون الطقس في النص الرئيسي فقط من غيران ينظروا بعين الاعتبار الى مجمل التقاليد والثقافة.

غير ان الاحتفالات الدينية، وعلم اللاهوت، والروحانيات، والحق والفن، وهندسة البناء، والموسيقى، وحتى الفولكلور والحياة العائلية، ليست جميعها مبدئيا ً، سوى تعابير مختلفة عن حياة الكنيسة. بحسب عبقرية كل شعب، ولا يمكن فصل بعضها عن بعض من غير الوقوع في ضعف جذري، لا سيما وعقائدنا الدينية ليست تثبيت اشياء خارجا ً عن عصرنا، وعن زماننا، وعن مدانا، بل هي اشياء معاشة. اننا نشترك في تجسد المسيح، وفي موته، وفي قيامته بواسطة الطقوس الدينية والاسرار، فنشترك في الحياة الالهية المتبادلة بين اقانيم الثالوث الاقدس.

بما ان حياتنا الروحانية ترتكز على الطقس الديني، وتتغذى من كتابات كبار الآباء ومن مقاطع الكتاب المقدس التي تتضمنها هذه الكتابات، لذلك لا يمكننا ان نبني روحانية لاتينية على طقس سرياني، او روحانية روسية، عبرفولغية، على طقس قبطي يسنده التأمل في التماثيل الاسبانية الغريبة الشكل.

كان الرسل يعلمون، على الاخص حدثا ً واقعيا ً، هو القيامة، وكان هذا الحدث نقطة انطلاق جميع مواعظهم الاخلاقية.

يجب، اذن ان تكون الحياة الروحانية مبنية على عقيدة دينية جوهرية، وعلى مذهب ديني، ومعبرا ً عنها ومعاشة بحسب الطقوس والرتب الدينية، لان الحياة الروحية غير المبنية على عقيدة ثابتة تفضي الى الحالة العصبية المرضية والى الخرافة التي تلازم هذه الحالة. حينما يتحرر الناس من هذه العقيدة، لا يبقى لهم دين، ولا شيء.

بجب فهم هذه الكلمة "طقس" بمعناها الكامل، اي بفن مفهومها للأسرار الايمانية.

كانت الكنيسة اللاتينية في الاجيال الوسطى تجمع، معا ً، سنن الخلاص وتاريخه، وكانت الكنائس البيزنطية، المكرسة للحكمة المقدسة، خلاصات للكنيسة التي هي جسد المسيح السري اي الكلمة، وهذا ما كانت تعبر عنه جميع فنونها وهندسات بنائها.

يوجد في الاثر الفني عناصر عدة: اي تمثيل بعض الاشخاص، وبعض الاشياء؛

عنصر فني شكلي، اي ترتيب خطوط، ومسطحات، والوان، في نظام يجعل من الصورة موضوع جمال واثرا ً فنيا ً.

مثلا ً على ذلك: ان صورة شمسية بالالوان هي صورة كاملة، انما يمكنها ان تكون خالية من الجمال والفن؛ ولكن ايقونة روسية قديمة، على الرغم من عدم واقعيتها، ومن ضربها صفحا ً عن الظواهر المادية، هي اثر فني بايقاع خطوطها النابضة بالشعور العاطفي، وبالمفهوم اللاهوتي.

اننا نرى بعض المؤمنين اللاتين، حتى يومنا هذا، وعلى الرغم من ارشادات التعليم المسيحي، بذهبون الى القداس، خاصة، لكي يسجدوا للحضور الحقيقي، وهو شيء ابسط من فهم القداس كذبيحة، فكأنهم ينظرون الى القداس كواسطة لتحويل شكلي الخبز والخمر الى جسد ودم يسوع المسيح، وينظرون الى المناولة كمناسبة سجود امام الحضور الحقيقي داخل الذات.

يحتفظ بعض الراهبات بالقربان المقدس في فمهن اطول ما يمكن من الوقت، حتى ذوبانه، لكي يعبدنه بواسطة الاحساس به. انهن لا يعلمن ان القربان يتقدس لاجل ذبيحة القداس، ويجب اكله لاجل الاشتراك في الذبيحة، بل يظنن ان القداس وضع لاجل صنع الاشكال المقدسة، لذلك قد تكون مناولتهن غير صحيحة لان القديس باسيل يقول: يجب اكل القربان المقدس اكلا ً طبيعيا ً.

بما ان المؤمنين كانوا مبعدين عن الطقوس الدينية، لذلك لم يكن، هناك، اية علاقة فنية لاهوتية، في الكنائس اللاتينية، خلال القرون، السابع عشر، والثامن عشر، والتاسع عشر، بين التماثيل، والرسوم، والمذابح الصغرى، من جهة، وبين المذبح الاكبر، والكنيسة بصفتها كلا ً، من جهة ثانية. كانوا يصورون او يمثلون قديسين يغمى عليهم وهم يقتبلون رؤاهم والهاماتهم الشخصية، ولم يكونوا يصورون او يمثلون شيئا ً يمت بصلة الى الوحي الاكبر الذي خص به الرسل لاجل كل الكنيسة، ولا الى ما يتيح للشعب تفهم الاسرار الاساسية. وبما ان المؤمنين كانوا، آنذاك، كالغرباء عن القداس، وعن الكتاب المقدس، وعن تعاليم آباء الكنيسة، وعما ترمز اليه الاحتفالات الدينية، لذلك انتشرت عبادات كثيرة تحل فيها التبعية محل الايمان. لقد سمعت رئيس مدرسة اكليريكية وزائرا ً اسقفيا ً لدى اديار النساء في بلد اوربي من ارقى البلدان يقول للتلاميذ الاكليريكيين: "ان نصف الحياة الروحانية عند معظم الراهبات ليست سوى خرافات".

لم يكن في الكنائس اللاتينية، خلال القرون السابع عشر، والثامن عشر، والتاسع عشر، اي فن.

من العجب ان يكون الاكليروس الكاثوليكي غير حاذق في الفنون التصويرية، بينما هو مثقف، بوجه عام، في التراتيل الكنائسية .

يقال غالبا ً: "بما ان مثل هذه التماثيل الشوهاء تطيب للمؤمنين وتساعدهم على الصلاة، فلا بأس من تركها لهم". غير ان حياة دينية عميقة تنتج فنا ً عميقا ً، وان فنا ً سخيفا ً يدل ويبقي على روحانية سخيفة. ثم، لماذا نتخذ، كقاعدة، بعض العلمانيين الذين ينقصهم الذوق ودقة النظر! هل يجب ان نقدم لهم التعليم المسيحي الذي يطيب لهم، والطقوس، والتثقيف الديني، والمواعظ التي تطيب لهم؟ أليس من واجبات الاكليروس العمل، بجميع الوسائل، على اعداد المؤمنين لحياة روحانية عميقة؟ ثم أليس الفنون التصويرية هي من اهم هذه الوسائل؟ لنطلب من الله تعالى ان يرسل الينا، مجددا ً، مهندسي بناء ومصورين، سواء أكانوا اكليريكيين ام علمانيين، قادرين، بمواهبهم المهنية الرفيعة، على ان يجمعوا، بانسجام، حب التهيؤ في العزلة، والصلاة، والصوم، ومطالعة الكتاب المقدس وآباء الكنيسة، في فن واحد.

يجب ألا يوضع شيء في الكنائس المارونية، خاصة، بدون موافقة لجنة اسقفية مؤلفة من اختصاصيين بالفن، وباللاهوت، وبالتقاليد السريانية. فالموارنة هم، اليوم، بحاجة الى بعث طقسهم كاملا ً.

ان الممارسات القديمة، التقليدية، لتظل "احدث" واكثر انسجاما ً مع تجديد الرتب الاحتفالية الذي تقتضيه الحالة الحاضرة، ومع مهمة العلمانيين، ومع الحياة التأملية، ومع مطالعة كتب آباء الكنيسة المنتشرة في فرنسا أوسع انتشار، من الممارسات التي أدخلت، في هذه الايام، على الطقس الماروني، وهي ممارسات اصبحت، اليوم، مهملة في اوربا.

حالما يتجدد الطقس التقليدي، لا يلبث ان ينمو بحسب المتطلبات العصرية الحديثة، وبحسب احتياجات البلاد والشعب. بيد انه يظل من الضروري، لاجل التجدد الروحاني العام، ان يكون هناك، على الاقل، دير رهبانية تأملية يمارس رهبانها، ممارسة صرفا ً، هذا الزهد بالدنيويات الضروري لكل كاهن ولكل علماني يريد ان يحيا حياة مسيحية، لان خلو اية كنيسة من هؤلاء التأمليين يدل على ان الحياة الروحانية تظل، فيها، سطحية.

مما ادهشني في الشرق ان الخوارنة، وحتى الاكليروس العالي، قد اضاعوا النظرة الى القيمة الضمنية، الفائقة الطبيعة، في الحياة الكهنوتية، وفي النذور، حتى اصبح كل نشاطهم معرضا ً لخطر الفساد.

كنت، ذات يوم، انظف وادرس الايقونات اللبنانية المصنوعة خلال هذه الاعصر الاخيرة لاجل افادتي العقلية، والعاطفية، والروحانية معا ً، فأشار علي راهبان بان اترك هذا العمل لانه لا يجدي نفعا ً، ولا يكسب مالا ً!!! وقد سألني نائب اسقف عام ما الجدوى من حياة اخوة "فوكو" الصغار؟! يهتم الاكليروس الشرقي بالمسائل العملية الملحة اهتماما ً بالغا ً يتطلب ان يقابله اكليروس تأملي يتوخى، ايضا ً، الفوائد العقلية لاجل تعميق الحياة الروحانية، وتجديد المراتب القيمة تجديدا ً حقيقيا ً.

نرجو ان تنتظم، مجددا ً، تراتيل الاحتفالات الدينية في الابرشيات لكي تحل محل العبادات اللاتينية الشخصية التافهة. ما الذي يجب عمله لاجل اعداد الخوري اعدادا ً جيدا ً؟

من العجب، ايضا ً، الا يعنى العناء اللازم بدرس آباء الكنيسة السريان. من بين جميع آباء الكنيسة، نجد آباء الكنيسة السريان اقرب فكرا ً ولغة الى المؤلفين الملهمين، والى الرسل، وحتى الى بشرية يسوع ذاته. كان هؤلاء الآباء يتكلمون لغة سامية: ان مطالعة كتاباتهم من شأنها ان تساعد الاكليروس على شرح وتفسير اسرار الايمان في لغة وتفكير الشعب الذي يتكلم العربية، وهذا امر يظل صعبا ً على الكهنة الذين تثقفوا ثقافة لاتينية، او يونانية، او فرنسية: (ان التقنيات الحديثة في تعليم اللغات تجعل من تعلم اللغة السريانية حملا ً خفيفا ً على الذين يتكلمون اللغة العربية. علينا الا نيأس ابدا ً والا نقول ان الناس البسطاء غير قابلين لفهم اسرار الايمان. لقد دلت الاختبارات الحديثة على العكس، وعلى ان للجميع حقا ً بالخبز، وبالحياة، وبالكلمة.

لماذا نشاهد هذا العطف الخاص على الطقس الماروني؟ ذلك لانه ربما كان الطقس الذي يقربنا، اكثر مما يقربنا اي طقس آخر، حتى الطقس السرياني، من الانبياء، ومن الرسل، ومن هذا اليسوع الذي مشى في الجليل.

يستحق الطقس الماروني ان يحافظ عليه كاملا ً، وان تبذل الجهود في سبيل انماء امكاناته الغنية. ان التراث الذي تركه لنا سيدنا يسوع المسيح، والانبياء، والرسل، يعود ايضا ً، الى لبنان والى الشرق الحديث كما يعود الى اليونانيين واللاتنيين.
Thu Feb 21, 2013 5:51 am View user's profile Send private message Send e-mail Visit poster's website
Display posts from previous:    
Reply to topic     discoverlebanon.com Forum Index » لبنان ... باللغة العربية
   
Page 1 of 1

 
Jump to: 


 
 
  Panoramic Views | Photos | Ecards | Posters | Map | Directory | Weather | White Pages | Recipes | Lebanon News | Eco Tourism
Phone & Dine | Deals | Hotel Reservation | Events | Movies | Chat |
Wallpapers | Shopping | Forums | TV and Radio | Presentation


Copyright DiscoverLebanon 97 - 2020. All Rights Reserved

Advertise | Terms of use | Credits