Sultan Basha El Atrash - Al Atrach

سلطان باشا الأطرش
فارس السيف

سلطان باشا الأطرش هو ابن ذوقان بن مصطفى بن إسماعيل مؤسس الأسرة التى تولّت مشيخة الجبل ابتداء من عام 1869 . تفتحت عينا سلطان على الحياة في "القريا" فى جبل العرب عام 1888 وأسهم فى المعارك ضدّ المستعمر العثمانى ، ولبّى نداء الثورة العربية الكُبرى وحمل رايتها ضد المستعمر الفرنسى الدخيل.
قاد سلطان باشا الأطرش شبّان وفلاّحي جبل العرب والثائرين الشرفاء فى سورية عام 1925 عندما اعلن ثورته الكُبرى ، واشتعلت الثورات فى جميع مناطق سورية. وكانت ثورة سلطان باشا الأطرش بداية نضال تاريخي طويل للشعب العربي السوري. لقد أضاء سلطان باشا شعلة الكفاح فى ليل حالك من ظلم المستعمر واستبداده وأنار الطريق أمام الثوّار بعد أن رزحت البلاد تحت كابوس الاستعمار أعواماً خمسة منذ معركة ميسلون التى قادها البطل يوسف العظْمة.
لقد نادى سلطان باشا الأطرش لتوحيد الكلمة والمساعي والجهاد ، وحضّ المواطنين أينما كانوا على التماسك والوحدة وحثهم على الصبر والقتال. ودعا إلى وحدة عربية نبيلة المقاصد، وهبّ فى وجه الاستعمار طالبا الحياة الكرية الحرة الأبية ، وأوقد شعلة الثورة فى النفوس ضد البغي والعدوان. ودعا كذلك إلى توحيد الإرادة الحديدية الواحدة والإخاء الوطنى ، فنال بجدارة اسم القائد العام لثورة مهّدت للأجيال المستقبل الأفضل .
لقد سطر سلطان باش الأطرش أروع صفحات المجد والفخار، وروّى بالدم جذور الثورة ضد المحتلّين فى الوطن العربى وطلب فرنسا بحقّنا المشروع. وعندما تنكرت له ، طلب من أبناء شعبه أن يكتبوا هذه المطالب بالدماء الطاهرة، كما كتبها أجدادنا العرب من قبل، فلم يبخلوا بها وجادوا بكل غالٍ ونفيس لتحقيقها . خمسة وعشرون عاماً وهو مصرّ مع إخوانه الثائرين على أن يناهضوا الانتداب حتّى يحّرروا وطننا العزيز الكريم.
قال قدّيس القومية العربية الشاعر القروى "رشيد سليم الخورى" واصفاً الثورة السورية الكُبرى:
غضوباً لو رآاك الليثُ ريعا خففت لنجدة العاني سريعا
بهم - وبدونهم- تفنى الجموعا وحولك من بني معروف جمع
تبعن إلى الوغى جبلاً منيعاً كأنك قائد منهم هضابا
لها لعنَ الفرنسى الدروعا تخذتهمو لدى الجُلّى سيوفاً
تعوّد فى يمينك أن يُطاعاً وأيُّ دريئة تعصى حُساماً
إلى ان يقول
ولما صرتَ من مهج الأعادي بحيثُ تذيقها السمّ النقيعا
وثبت إلى سنام " التنك" وثبا عجيباً علم النسرَ الوقوعا
وكهربت البطاح بحدّ غَضْب بهرت به العدى فهووا ركوعاً
وفجّرتَ الدماءَ بهم عيوناً تجاري من عيونهم الدموعا
فخرّ الجند فوق " التنك" صرعى وخرّ" التنكُ" تحتهمو صريعا
ويالك "اطراشاً" لّما دُعينا لثأر كان أسمعنا جميعاً
وقد حكم عليه المستعمرون الفرنسيون بالإعدام عدّة مرّات. وعندما جرت المفاوضات مع الفرنسيين وصدر العفو العام، عاد سلطان باشا الأطرش إلى بلده حيث استُقبل استقبال الفاتحين .
وقد رحّب المناضل الأطرش بأول وحدة عربية فى تاؤريخنا الحديث حيث التقى الزعيم العربى الراحل جمال عبد الناصر وشدّ على يديه معرباً عن امله فى تحقيق الوحدة العربية الكبرى. كما رحّب بالحركة التصحيحية التى قادها الرئيس المناضل حافظ الأسد وتوّجت بحرب تشري التحريرية ورفع مكانة سورية العربية وعزّز قدراتها وجعل منها قلعةً للصمود العربى ومنطلقاً لمسيرة التحرر واستعادة حقوق شعب فلسطين وبناء المجتمع العربى المنشود. كما أهاب بصمود أهلنا فى الجولان المحتل وخاطبهم من على فراش المرض ليواصلوا مواقفهم البطولية المشرفة والتمسك بالوحدة الوطنية. أليس هو القائل : "يتحدثون عن حل مشرف لقضية فلسطين، هل هناك من حل مشرف غيراستعادة فلسطين" . وكانت هذه آخر كلماته. وبالنسبة إليه فلسطين هى كل فلسطين. والإحتلال الصهيونى لا بدّ زائل مهما طال زمنه. كان - رحمه الله - لايقبل بأنصاف الحلول ، فإما الحياة والحرية، وإما الشهادة ليأخذ الآخرون الرايا ويكملوا المسيرة.
لقد اقترن اسم الجلاء باسم بطل الجهاد سلطان باشا الأطرش القائد العام للثورة السورية الكُبرى. ونال المناضل الكبير أرفع الأوسمة من الرئيس حافظ الأسد ومن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر تقديراص لبطولته ومواقفه الوطنية والقومية المشرفة.
وكان مدرسة كُبرى فى البطولة والفداء والنضال الوطنى المقدّس . فكان بحقّ شيخ الثوّار وفارس الجبل.