Drawing Lebanon - Value of Gibran and Real Lebanon

لوحة لبنان؟

سألت ُ كلّ الفئات ِ
المتطاحنة ِ المتقاتلة ِ والمتخاصمة ِ
عن اللون َ الذيٍ تريدَه ُ
كل واحدة ٍ منها
للبنان

وبعد َ مَعرفة ِ جميع ِ هذه
الألوان
جمعتها من كلِّ
حقل ٍ وجنينة ٍ
وبستان

واعطيتها الى شخص ٍ رسام ٍ
وفنان
لكي يَرسُم لنا
وطن َ
الجنان

كما أراده ُ لنا
أديبنا الكبير
جبران خليل جبران

وأنتظرت بفارغ ِ الصبر ِ
لكي يُكمِل َ هذا الرسّام المبدع
اللوحة َ الجميلة َ
لهذا البلد
الفتَّان
وعند اكتمالها
نظرت ُ اليها فرأيت ُ
ما لا يتوَّخاه ُ
البشر ُ
أو
الجان

لمْ ار َ فيها
لا اخضرارا ً
لا نبتا ً لا وردا ً لا زهرا ً
لا زنبقا ً لا ياسمينا ً
ولا
أقحوان

لا سهلا ً لا جبلا ً
لا بحرا لا أمواجا ً
ولا
شُطآن
ولا حتى بيتا ً عتيقا ً منزويا ً
مختبئا ً بين جَمال ِ
الحور ِ
والسنديان

لا بل
رأيت ُ خيالاتا ً لأجساد ٍ داكنة ٍ
لم يظهرَ منها
الا َّ
الأسنان
سوداء َ كالليل ِ
حالكة ً كحطب الأرز
والسنديان

فأحترت ُ في أمري
ماذا سأفعل بها في
غربتي؟
كيف سأريها
للأصحاب ِ والرفاق ِ
والخلاَّن؟

فأتتني فكرة ٌ أصيلة ٌ
بأن اقطُر َ قطرة ً من دمي
ودمعة ً من مدمعي
وألوِنَ بهما سواد َ لوحة ِ
الكِتَّان
ففعلت ُ وفجأة ً تغيَّر َ وتبَدَّل َ
وجه َ اللوحة ِ من وجه ِ
شيطان ٍ الى وجه ِ
انسان

فأرسلتها الى وطني
عَلَّها تُنهي حُروبَه ُ وبؤسه ُ وتعاسته ُ
ويبدأ عَصْرَ
الحُب ِّ
والمَحبَّة ِ والزهر ِ
والأقحوان
وعصر َ العدالة ِ والمساواة ِ
والأيمان
بوطن ٍ ليس َ كسائر ِ الأوطان
كان اسمه
لبنان

اميليو سليم كحيل