Lebanon Switzerland of Middle East - Sabra Chatila

صبرا و شاتيلا سويسرا الشرق

عذرا على العنوان كان من المفترض أن يكون العنوان لبنان سويسرا الشرق ,مع احترامي الشديد لأبناء هذه المنطقة الغالية.

وصلت بيروت بتاريخ 20 أيلول 2010 لرؤية أهلي اللذين لم أراهم مند سنة تقريبا.
الضابط المشرف على تنظيم الناس لختم جوازاتهم يعلو صوته لعدة مرات ليشعرا لناس بسلطته المطلقة : )أرجلكم خلف الخط (.

تخرج من المطار و إذا بطابور من سائقي التاكسي : تاكسي أستاذ تقول له شكرا للأول .

يسألك الثاني الذي يقف بجانب الأول نفس السؤال تجيبه بنفس الجواب ، يسألك الثالث بجانب الثاني و هكذا دواليك .
تفلت من سائقي التاكسي ليتربص بك سائقي ألفان )باص صغير( إلى أين إستاذ ، لأركب سيارة ابنتي ذاهبا إلى بلدتي الحبيبة وادي شحرور .
في الطريق ترى بوضوح على طريق المطار الأبنية العشوائية المقامة بجانب هذا الطريق )لا تنسى أنك في سويرا الشرق(.
في الطريق يجب أن تكون بهلوانيا في القيادة وليس القيادة المعترف بها عالميا ، الزمور العشوائي سيد الموقف ، الحفر العشوائية مليئة على الطرقات ، لا إنارة سليمة على الطرقات حتى بلدتي كما هو على الأقل في بلدان العالم الثالث و ما بالك عندما يتغنون في بلد زورا و نفاقا بلبنان سويسرا الشرق .

ترى الأصدقاء و الأحباء و الأعزاء و عامة الشعب، فكل مستويات الشعب خبزه الصباحي و اليومي النقاش المؤذي على سبيل المثال :
أنت مع سوريا أم ضد سوريا ، أنت مع إسرائيل أم ضد إسرائيل ، هل مزارع شبعا لبنانية محتلة أم سورية محتلة ، و لماذا لا تعطي سوريا و وثيقة بلبنانية مزارع شبعا ، هل أنت مع اليورو أو مع الدولار الأميركي ، أنت مع المحكمة الدولية أو ضد المحكمة ، مع المقاومة أو ضد المقاومة .
خلال إقامتي في لبنان ترى التزيف الواضح في أعلى مستويات الدولة و حتى في بعض مستويات طبقات الشعب .

على مستوى الدولة فانت لست في دولة يحكمها سلطة القانون بل في مزرعة كاملة تحكمها سلطة 18 طائفة, اذا اردت الوظيفة في دوائر الحكومة فيجب ان تكون من طائفة معينة و حتى و لو كنت فاشلا .
فانت في بلد لا انارة به مدة 24 ساعة / 24 ساعة فانا لم افهم ذلك فالدول المتخلفة ليدها انارة 24 ساعة .
على مستوى الشعب هناك شريحة كبيرة من الشعب تعيش بطريقة خادعة للمظاهر ، اعجبني كاريكاتير في جريدة الشرق الاوسط بشهر تشرين الاول 2010 عندما رسم كل الشعب اللبناني جالسون على كرسي الزعامة و شخص واحد جالس على كرسي الشعب ،فالشعب كله زعيم مسؤول حسب الكاريكاتير ، اما الشعب الحقيقي فهو شخص واحد .
ليس من الضروري ان تكون ميسور الحال حتى تعيش دور الزعيم المقلد في لبنان .
يكفي ان تشتري ساعة مقلدة من الماركات المشهورة في سويسرا لكن مصنوعة بالصين ، يكفي ان تشتري ثياب مقلدة من الماركات العالمية لكن مصنوعة في سوريا او الاردن او تايوان الخ .
يكفي ان لا تركب باص الدولة بل تركب تاكسي او سيرفيس و تحجز مكانين في الامام بالسرفيس لتعيش دور الزعيم المزيف .
بامكانك ان تكون مفلسا لكن تشتري سيارة جميلة بالدين أو بأية وسيلة لتتباهى والتشبيح امام اصدقائك بانك من فئة الزعيم المزيف ، و ليس معك فلوس لوضع البنزين ليس بمشكلة أركنها أمام متزلك لكن التباهي المزيف هو العنوان.
احد الاقرباء الجيران لمنزلي دعاني لحضور حفل زواجه و اذا بي اتفاجأ بان الحفلة كانت بالشارع العام و الطاولات موضوعة على الطريق الرئيسي و قد اقفل الطريق لمدة 5 ساعات و حدث اطلاق نار ابتهاجا ، عندما حضرت دورية من مفرزة فلان للتحقيق في صباح اليوم التالي كان نصيبها بعض فناجين القهوة الساخنة و المرح و عادت هذه المفرزة الى قواعدها سالمة خاوية من أي نتيجة " لا تستغرب فانت بسويسرا الشرق "
ذات يوم ركبت فان من الغبيري باتجاه جسر كفر شيما و اذا بالسائق ينشد زجلا بصوت عال أتذكر منها : " نحن عشيرة بعلبكية )فلان ( و الحشيشة ديارنا .

ذات يوم قصدت صديقة غالية علي لديها صالون حلاقة للسيدات في الضاحية الجنوبية ذات الطبقة الفقيرة ، علمت بان اختها الصبية توفيت ، فذهبت لاقدم لها التعازي في صالونها و اذا بي اتفاجا بسيدة من الطبقة الفقيرة المتوسطة تقول لها : سرحي لي شعري بطريقة عصرية جدا حتى ادعي امام صديقاتي بالجنوب بانني سرحت شعري باحدى صالونات فردان الراقية ببيروت .

الذي رايته في بلدتي بان اغلب المنازل تعتمد على الخادمة القادمة من اسيا وبلاد الحبشة لتنظيف المنزل مقابل 6 الاف ليرة في الساعة ، فاين هي المراة التي كانت بمستوى الوالدة او الجدة التي كانت تنظف منزلها بنفسها.
في الأفراح و الأتراح مناسبة قيمة لبعض اللبنانيين ليظهر نفسه بانه من الزعيم المزيف .
لا افهم إطلاقا الإعمار العشوائي في العاصمة و حركة السير الغير النظامية و ليس هناك موقف خاوعلى جانب الطرقات في كل العاصمة.
لا افهم التناقض كيف ان سعر راكب الفان في داخل العاصمة بالف ليرة لمسافة 5 كلم. بينما راكب الفان من بيروت الى صيدا بمسافة 40 كلم 1500 ليرة لبنانية.
في النهاية حاولت معرفة تاريخ انتساب لبنان الى سويسرا الشرق ، فهي بالطبع بعد انتهاء الاستعمار التركي ، و اقدم مقال رايته في هذا الشأن كان في جريدة لسان الحال بتاريخ 15 ايار 1938 عندما ذكر كاتب المقال : " لا تزجوا لبنان باتون السياسة اتركوا سويسرا الشرق على الحياد "
لقد رحم صاحب هذا المثل عندما قال : " القرد بعيون امه غزال "

ناجي جرجي زيدان
25/10/2010