Nature reserves save the green Lebanon

المحميات الطبيعية - تنقذ لبنان الأخضر - المحامي نزيه نعيم شلالا

محمية "جبل موسى" الشاهدة عن عظمة لبنان: التراث... الحضارة... والوشاتح الأخضر

مساحة لبنان الخضراء كانت تشكل أكثر من 68% من المساحة العامة للبلاد وأضحت اليوم دون ال 14 %، وهذا الأمر عائد لغياب استراتيجية الدولة البيئية وعدم الأخذ باقتراحنا بوجوب اقرار "قانون الاستملاك لمصلحة البيئة". وبالرغم من الغياب الرسمي في وضع واقرار خطة زمنية محددة لْأعادة النهوض وحماية المساحات الحرجية"، الى جانب مشاريع التشجير المنظم والمركب، يبقى اقرار قوانين انشاء المحميات الطبيعية في كافة المناطق اللبنانية خير عمل تنفيذي وتطبيقي للمساهمة في حماية الثروة الحرجية والتنوعات البيولوجية.

من هنا، نتوقف اليوم أمام عظمة ابداعات الخالق وما قد مسحه من مواقع مميزة، وما أفرده من نباتات وأشجار وآثار ثمينة في جبل موسى الواقع في عمق المنطقة الفتوحية الجبلية، والتي تسمح برؤية دول أخرى مجاورة نظرا ً للارتفاع الكبير للجبل (أكثر من 1825م عن سطح البحر)

تعتبر "محمية جبل موسى" المدى الحيوي البيئي الهام المميز في منطقة الشرق الأوسط وهو المكان الذي تتلاقى فيه نباتات وأشجار نادرة جدا ً، الى جانب حيوانات برية، مع مناظر طبيعية فردوسية. "جبل موسى" الموقع الفريد للتنوع الحيوي ضمن مساحة 6550 هكتارا ً، يبعد حوالي الساعتين عن العاصمة اللبنانية بيروت وحوالي ثلاثة أرباع الساعة عن منطقة أدما / المعاملتين، يحيط المحمية نهري "الذهب" و"ابر اهيم" (أو نهلر أدونيس).

ونظرا ً لأهمية الجبل، تأسست " جمعية جبل موسى " عام 2007 من كوكبة مؤسسين اهتموا بقضايا المحمية ونظموا الزيارات لها، وبدأوا بوضع الدراسات الآيلة للاهتمام بالتنوعات الطبيعية ولبيئية والمواقع فيها.

يحد المحمية من الجهة الشمالية نهر ابراهيم، ونهر الذهب للجهة الجنوبية، وبالامكان الوصول الى المحمية عبر ثلاثة مداخل: مدخل بيدر الشوك (من قرية قهمز)، مدخل المشاتي (في قرية المشاتي)، ومدخل الصنوبر (عبر بلدة يحشوش).

صنف جبل موسى أساسا عام 2007 كأرض محمية، وأضحى عام 2008 منطقة استراتيجية أساسية لمرور الطيور بعد تصنيفها من قبل المرفق الدولي للطيور Bird Life. وعام 2009 اعتبرتها "اليونيسكو" محمية المحيط الحيوي، وعام 2012 أضحت خاضعة لوصاية وعناية وزارة البيئة اللبنانية.

يزور المحمية سنويا ً أكثر من 3500 زائر وتضم 800 نوعا ً من الزهور والنباتات والشتول النادرة، الى جانب أشجار ينفرد بها لبنان دوليا ً لوحده (حوالي 13 نوع)، كما لا يمكن للزائرين الدخول الى المحمية الا بمواكبة حراس وأعضاء من المحمية التي تعيش فيها حيوانات برية (25 نوع) كالذئب والضبع، والطبسون، سناجب، تيص الخ... الى جانب آثار متعددة ومواقع ومدرجات تعود الى عهد الامبراطور الروماني هدريان ومقر يعرف باسم "منزل البطريرك".

"جمعية حماية جبل موسى" وضعت روزنامة لأنشطتها تبدأ بدعم المجتمع االمحلي، واحياء المشاتل واعادة مسح شامل لمساحة الجبل وآثاره، وتنظيم عمليات الدخول والخروج للمحمية، الى جانب "مشغل نموذجي" للحرف اليدوية والأغذية والمنتجات المحلية الذي أقيم داخل مدرسة الحبل بلا دنس في بلدة غبالة.

المحميات الطبيعية أفعل نشاط بيئي وحيوي وعملي لانقاذ ما قد تبقى من المساحة الخضراء في لبنان، ويأتي دور البلديات بالدرجة الأولى في اختيار مناطق حرجية يصار الى حمايتها، مع تنشيط حركات التشجير المستمرة ودراسة مواقع جبلية أخرى لا تزال جيولوجيتها مجهولة.

وتقتضي الاشارة والتنويه الى أن ما قد قامت به "جمعية جبل موسى" من مبادرات واهتمامات يبشر بالخير، مما ينعش النشاط البيئي العام ويضع المسؤولين في كافة القطاعات أمام مسؤولياتهم، لتعزيز المناطق المحمية واعلان مناطق حرجية أخرى تساعد في حماية البساط الأخضر النموذجي للبنان.

يبقى أن نشير الى أن خير وصف لواقع محمية جبل موسى الجمالي والبيئي والسياحي والأثري ما قد أوردته جريدة "المدن" الالكترونية أن "جبل موسى لا يشبه الا نفسه".