Back Home (To the main page)

Gift Souvenirs from Lebanon!

 

Sections

About us

Contact us

 
 
Panoramic Views > Mount Lebanon > El Maten > Deir El Kalaa Beit Mery, monastery of the Citadel


تاريخ دير مار يوحنّا القلعة:


أ- دير القلعة الأثري:

يقع جنوبي بيت مري على بُعد خمسة عشر كيلومتراً من بيروت. كان معبد دير القلعة أوّل معبد ارتفع على هذه التلّة أيّام الفينيقيين، بُنيَ على بقايا هيكل "بعل مرقودي" أكبر الآلهة عند الفينيقيين. والشعوب المختلفة التي احتلّت على التوالي الساحل الفينيقي حملت معها معتقداتها وشيّدت على الشواطئ والسفوح معابد لآلهتها.

وفي سنة 64 ق.م. دخل الرومان على أعقاب اليونان ونشروا لواءهم على بقعة واسعة من الشرق، وأصبح أغوسطوس قيصر السيّد المطلق على الساحل بعد انتصاره على منافسه الروماني مرقس أنطوان وزوجته كليوباترا في موقعة أكسيوم. وأُعجب الرومان بالمكان القائم عليه المعبد الفينيقي وجعلوا منه مركزاً أساسيّاً للعبادة وشيّدوا الهيكل الكبير المعروف بهيكل "بعل مرقد"، كما شيّدوا معابد أخرى صغيرة بالقرب منه. وما عتم أن ارتدّ الملك قسطنطين عن عبادة الأوثان واعتنق الدين المسيحي، فأمر بهدم الهياكل الوثنية، وأقام على أنقاضها معابد للإله الحقيقي. وحلّت الزلازل سنة 550م فقضت على القسم الأكبر من الهياكل والقصور على طول الساحل ولم تسلم معابد دير القلعة من الزلزال.

كلمة "بعل" تعني "السيّد"، ولفظة "مرقودي" تعني "الارتجاف" التي استعملت في التوراة للدلالة على القوّة الإلهيّة (سفر أيّوب 9: 5 وسفر يعقوب 6: 7). وإنّ العدد الكبير من القرابين التي اكتشفت والتي كانت تقدّم باسم الأباطرة أو أفراد الجيش أو عامة الناس، توضح أنّ دير القلعة كان مركز عبادة مهمّاً. ومع الرومان صار الدمج بين الإله "بعل مرقد" الفينيقي ومَن يقابله من آلهتهم قوّةً وبطشاً وهو "جوبيتر".
أمّا في اللغة الآراميّة فكلمة "بعل مرقودي" تعني إله الرقص Theo BaalMarcodi الذي نجد له ذكراً في نقوش متعدّدة بقيت على حجارة المعبد ولها إشارة في سفر التكوين. ويعني أيضاً الإله الذي يزلزل الأرض دلالة على القوّة. وكان معتبَراً جدّاً يؤمّه الزائرون من كلّ صوب. وفي الساحل كان يُدعى "ملقرت" أي إله المدن. وعبادة إله الرقص هي في الأساس عبادة لقوى الطبيعة. فقد كان الكهنة يؤدّون أمام المذابح رقصات طقسيّة. وفي مواسم قطاف كروم العنب كان المؤمنون يكرّمون إله الخمرة بالرقص والأناشيد، وهذا ما يفسّر اكتشاف العديد من المعاصر في المدينة الأثرية المحيطة بالدير.

شُيِّد المعبد الكبير في أوائل القرن الثاني للمسيح، روماني الهندسة طوله 42 متراً وعرضه 18 متراً وارتفاعه 14 متراً مسقوفٌ بالخشب، أمامه ستة عواميد ضخمة يَزِن الواحد منها 51 طنّاً تقريباً بعلوّ 7،20 متراً وبقطر 5،50 متراً. كما شيّدت معابد صغيرة على مسافة 300م من المعبد الكبير، منها ل "جينون" زوجة جوبيتر، ابنة زحل (ساتورن).

بالاضافة إلى المعابد، قامت مدينة كبيرة سمّيت "بيريت" أي بيروت القديمة وكانت مركزاً سياسيّاً لنائب الامبراطور الروماني.

وفي أوّل الطريق المؤديّة إلى الدير وُجدت حمّامات رومانية عجيبة الصنع، فيها التدفئة المركزية المؤمنة بالأنابيب الخزفية والحرارة المخزّنة بواسطة الآجر الأحمر المصنوع في الساحل الفينيقي، ولها خزّانات مرتفعة بعيدة تغذّيها بالمياه، وكانت لاستعمال العموم.

كما تمّ العثور على بقايا كنيسة بيزنطيّة من القرن السادس، تضمّ فسيفساء ملوّنة ورسوماً أنيقة، وبعض رموزها مثل الصليب المعكوف.

إنّ هذه البقعة تُعتبر من أجمل المواقع وقد اصبحت محطّ رحال السيّّاح الذين يَؤمّون لبنان من كافة أنحاء العالم. موقعها جميل يطلّ على البحر ويتطلّع إلى الجبل مكشوفٌ من أربع جهّات. ترتفع 800م عن البحر. كلّ حفنة من ترابها وقطعة من صخورها تشير إلى مدينة غابرة وتاريخ أمّة مجيد.

ب- دير مار يوحنّا القلعة:

أمّا بناء الدير فيقوم على جزء من قاعدة الهيكل الكبير، وتعود ملكيته للرهبانيّة إلى سنة 1748 حيث قدّم الأمير يوسف مراد أبي اللمع القلعة والأراضي المحيطة بها لبناء دير في "بيروت القديمة" حسب التسمية التقليديّة لبيت مري. أوّل البادئين بتشييد الدير كان القسّ سمعان عريضة سنة 1757 من قتالة، ثمّ القسّ والرئيس العام آنذاك، إبراهيم عون من رومية في المتن، الذي سافر إلى أوروبا طلباً للمعونة. فكان يرسل ما يجمعه الرهبان لبناء الدير وشراء الأرزاق من حوله. فشيّدوا القبو الكبير الممتد من أمام كنيسة الدير جنوباً حتى المائدة، وأقاموا فوقه الغرف والرواق الطويل وكلّها من البناء المعقود. وهذا الدير بُنيَ من أنقاض القلعة وفي مكانها.

أمّا الكنيسة القائمة إلى جوار الدير فهي مبنيّة على جدار المعبد الكبير "بعل مرقد". طولها 32 متراً وعرضها 16 متراً، وقد نُقش فوق عتبة بوّابتها الغربيّة تاريخ بنائها وهو سنة 1762، واسم مؤسّس الدير القسّ إبراهيم عون. وقبل بناء هذه الكنيسة كان الرهبان يقيمون الصلوات في المعبد الصغير المسمّى باسم " مار مطانيوس".

في زمن رئاسة القسّ تيموتاوس من بيت مري على الدير، بوشِرَ في بناء الأقبية الغربيّة. ثمّ بنى فوقها الممشى الرئيس العام القسّ فيلبوس الحاج بطرس. وفي سنة 1891 جدّد المدبّر طوبيّا من بيت مري، ومعاونه القسّ سمعان البعبداتي رئيس الدير، بناء الغرف ثمّ القبو الذي بنى فوقه قاعة الاستقبال الكبيرة، وسَقَفا البناء القديم والجديد بالقرميد وعمّرا قبّة الكنيسة، واشتريا الجرس. أمّا السكرستيّا فقد بناها القسّ بطرس الطيّاح الغزيري إذ كان رئيساً عاماً، في شبه كابيلاّ صغيرة.

إشارة هنا إلى أنّ الراهب الأنطوني نعمة الله المعادي (1881-1954) الحائز على دبلوم معهد الفنون الجميلة آ.ب.ج. في باريس، قد درس الهندسة المعمارية والنحت في بلجيكا. واعتباراً من أوّل آب 1912 أصبح المهندس الرئيسي للكنائس والمذابح وخصوصاً قبب الأجراس في لبنان في القرن العشرين.
خلال أحداث الجبل عام 1840 ثم 1860، تعرّض الدير للحريق مرّتين بحسب ما عرفناه من الرهبان المسنّين. كذلك احتلّ جمال باشا التركي الدير أثناء الحرب العالمية الأولى وحرق المكتبة مما اضطر الرهبان إلى الهرب منه والإقامة في مزرعة عين الباردة الشابورية (في عين سعاده) حيث ما تزال الكنيسة حتّى اليوم باسم كنيسة سيّدة البشارة.

أتخذ الرؤساء العامون الدير منذ عهد برنردوس غبيرة مقرّاً لهم حتى أيّام الأباتي عرموني الذي اختار دير مار روكز، الدكوانة، شتاءً ودير مار يوحنّا القلعة، بيت مري، صيفاً.

في أيّام الأباتي حريقة بدأت المهرجانات السياحيّة في الدير: فكانت بداية المهرجنات في أيلول سنة 1967 وبرعاية الرئيس شارل الحلو، ومشاركة الأستاذ وديع الصافي وشعراء وفنّانين وفرق استعراضيّة. ثمّ في سنة 1971 مهرجان آخر أُقيمت فيه حفلة الزجل الكبيرة.

خلال الحرب اللبنانية تعرّض الدير للدمار وقتل فيه الأب الياس لطفالله. وفي 14 تشرين الأوّل سنة 1990 فُقِدَ كلّ من الأبوين ألبير شرفان رئيس الدير، والقيّم سليمان أبي خليل، وما زال مصيرهما مجهولاً.

وابتداءً من عام 1996، وبعد مجهود وسعي كبيرين، باشرت الرهبانية الأنطونية بإعادة بناء الدير وترميمه من الخراب الذي أصابه جرّاء الحرب والاحتلال من قبل جيوش غريبة وعديدة، وبذلت كل جهد من أجل عودة الدير إلى ما كان عليه، ليرتفع مجدّداً من على أجمل تلّة في المتن، وليشهد على تاريخ كبير كان هو دائماً فيه المنتصر والباقي لأنّه صاحب رسالة في لبنان والشرق.


- Deir El Qalaa in Beit Mery,
monastery of the Citadel: >> View Movie << (2007-10-01)

 

 


Panoramic Views | Photos | Ecards | Posters | Map | Directory | Weather | White Pages | Recipes | Lebanon News | Eco Tourism
Phone & Dine | Deals | Hotel Reservation | Events | Movies | Chat |
Wallpapers | Shopping | Forums | TV and Radio | Presentation


Copyright DiscoverLebanon 97 - 2020. All Rights Reserved


Advertise | Terms of use | Credits